الموت مفتاح الحياة

نواف أبوعباة جائزة الملك فيصل

ركز أبحاث البروفيسور شياو دونغ وانغ على حيوية الخلية خلال مراحل نموها وتطورها وكذلك البلوغ والموت. ويعد ذلك جزءًا مهمًا من الفسيولوجية الطبيعية للكائنات الحية، كما أن موت الخلايا يتم عبر عمليات حيوكيميائية محددة داخل الخلية، ولذلك يسمى بموت الخلية المنظم. وتجدر الإشارة هنا أن اعتلالات تلك العمليات تؤدي إلى أمراض بشرية عديدة. وقام وانغ، عبر دراساته، بإيضاح المسارات الحيوكيميائية لنوعين مهمين من أنواع موت الخلية، الموت المبرمج والنخر، في الحيوانات الثدية. وأكتشف دور الميتوكندريا في موت الخلية، حيث وجد أن (Cytochrome-C)، أحد مركبات الميتوكندريا في سلسلة نقل الإلكترونات، قادر، حال خروجه من الميتوكندريا، على تفعيل إنزيم (Apoptotic Caspases) الموجود بشكل خامل في الخلية، مما يقود إلى الموت المبرمج للخلية. كما قام بالتعرف على مستقبل (Cytochrome-C) المسمى (APAF1)، وتحديد الإنزيم المحرض(Caspase-9) الذي يتم تفعيله بشكل مباشر من قبل مستقبل (APAF1).

بالإضافة إلى ذلك قام وانغ باكتشاف بروتين (SMAC) الذي يعطل عملية تثبيط إنزيم (Caspase) الناتج عن بروتينات (IAPs). وخلال تجاربه العلمية قام بتصميم مركب جزيئي صغير يحاكي دور بروتين (SMAC) ومعالجة الخلية به، خلال مرحلة الموت. أدت تلك التجارب إلى اكتشاف مستقبل (RIP3) والمركبات المكونة له كمسار رئيسي لهذا النوع من موت الخلية، المسمى بالنخر. ومن المعروف اليوم أن للنخر أداورًا عدة محتملة في الأمراض التنكسية (Degenerative) والشيخوخة الطبيعية في الجهاز التناسلي الذكري. نشر البروفيسور وانغ العديد من المقالات العلمية، وهو عضو في عدد من الجمعيات والمنظمات العلمية وعضو تحرير في عدد من الدوريات العلمية المرموقة. كما نال العديد من الجوائز مثل جائزة ريتشارد لونسبري من أكاديمية العلوم الوطنية الأمريكية وجائزة شاو. وقد منح جائزة الملك فيصل في العلوم لعام 2020 نظير اكتشافاته الرائدة التي أدت إلى تغير في فهم طبيعة عمل وموت الخلية البالغة، مما ساهم في تطوير علاجات وعقاقير تحاكي محفزات وقف تدهور الخلايا في مقاومة الأمراض المهددة للحياة.

\

Share This