آليات جديدة لتشكيل
التحالفات
في ذكور الدلافين
أ. حمدان العجمي – الصيدلة – مدينة الملك سعود الطبية – السعودية
توصلت دراسة إلى أن ذكور الدلافين التي تكوِّن تحالفات وصداقات فيما بينها لها قدرة على الإنجاب وتتمتع بنسل أكبر من غيرها، حيث تتبعت الدراسة ثلاثين عامًا من البيانات السلوكية التي جُمعت في أثناء الاستطلاعات في زورق آلي، إذ من المعروف أن بعض الثديّات كذكور الشمبانزي والأسود تكوِّن صداقات لمساعدة بعضها في عملية التزاوج من الإناث، وهذا البحث يسلط الضوء على حجم وتأثير هذه الصداقة في الدلافين، فبعد أن يصبح الدلفين بعمر 3 سنوات وينفصل عن أمه يبدأ في تكوين الصداقات والتحالفات من الدرجة الأولى، ثم تحالفات من الدرجة الثانية والثالثة لتصل دائرة معارفة إلى 14 دلفينًا يساعدونه فيما بعد في التزاوج، وهي عملية معقدة ومنظمات اجتماعية نادرة في مملكة الحيوان. وقادت الدراسة الجديدة الدكتورة ليفيا جرير؛ وهي عالمة أحياء تطورية في جامعة نيوساوث ويلز في أستراليا، ودرست العوامل التي تؤثر على نجاح إنجاب الدلافين الذكور للذرية عبر دراسة 10 تحالفات ذكورية ومقارنتها بتحالفات أخرى واستنتاج الحقائق ونشرها في مجلة الأحياء الآن (Current Biology).
إن الدلافين التي تعيش وحيدة ستكون بلا نسل على الأغلب، وهناك خصائص ترغب فيها أنثى الدلفين، ويعتقد أنها تكمن وراء النجاح الإنجابي مثل قوة الجسم وحجمه، وتشكيل التحالفات مع الآخرين، وكان السؤال: كيف يمكن للدلافين أن تحتفظ بالصداقات؟ ومن خلال التحاليل الكثيرة اكتشف العلماء أن الدلافين تحافظ على الصداقات من خلال لمس الزعانف وإغراق بعضها والقيام بغطس متزامن وتنمية التبادلات الصوتية (الصفير)؛ فلكل دلفين صافرته الخاصة المميزة وعالية النبرة، حيث يتعلمونها من أمهاتهم، ويستخدمونها للتعرف على الآخرين، إذ إن العوائل تتبادل هذه الصافرات للبقاء على اتصال، وقد حللت الباحثة أنواع هذه الصافرات فوجدت أنهم يطلقون أسماء معينة لكل دلفين، وهو أول دليل على أن الدلافين ذات الأنف القاروري هي الثديّات غير البشرية الوحيدة التي تمتلك مهارات صوتية مطلوبة لتكوين اللغة.