استخدام‭ ‬الفكاهة‭ ‬والألعاب

في‭ ‬مواجهة‭ ‬التضليل‭ ‬العلمي

جون كوك – (Skeptical Inquirer) من المجلد 44، عدد 3 مايو / يونيو 2020م

يعيش إنكار العلم والتضليل لحظة سائدة، وفي السنوات الأخيرة، انتقى كثير من قواميس اللغة مصطلحي «ما بعد الحقيقة» و«المعلومات المزيفة» بوصفهما كلمتَيْ السنة. وحقق مناصرو الأرض المنبسطة ظهورًا جديدًا – وإن لم يكن مدعومًا بالضرورة – في الفيلم الوثائقي الذي عرضته «Netflix»، كما أنَّ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية –آنذاك- دونالد ترامب منكرٌ للتغيّر المناخي، ومناهضٌ للتطعيم.

لهذه التطورات عواقب وخيمة على العالم، إذ بدأت تعود الأمراض القابلة للمنع. وجرى تأجيل سياسات التخفيف من التغيّر المناخي لعقود مقبلة. وفشلت شرائح من السكان في ممارسة التباعد الاجتماعي نتيجة المعلومات المغلوطة المتعلّقة بفيروس كوفيد-19.

كيف يمكن لإنكار العلم أن يزدهر بعد عقدين من دخولنا القرن الحادي والعشرين؟ من المفارقة، أنَّ أسلوب حياتنا الحديث هو عامل مساهم. كما فاقمت وسائل التواصل الاجتماعي المشكلة أكثر؛ لأنها تساعد على الترويج الواسع للمعلومات المغلوطة بطريقة سهلة وسريعة.

وبتحييد مراقبي المعلومات التقليديين لوسائل الإعلام التقليدية، صار بإمكان الفرد أن يصل إلى أكبر عددٍ من الناس عبر منافذ وسائل الإعلام الرئيسة. علاوةً على ذلك، لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي منفعة مالية في توصيل محتويات تزيد من عدد النقرات والتفاعلات مع المحتوى؛ لذلك فهي تسهِّل تطوير غرف صدى بتوصيل محتويات تتوافق مع المعتقدات السائدة لدى الناس.

ولكن لا يمكننا أن نلقي باللائمة على وسائل التواصل الاجتماعي وحدها، بل تكمن، خلف واجهة التكنولوجيا الحديثة، تحديات سيكولوجية تجعل من الصعب علينا أن نفهم ونتقبل الحقيقة العلمية، بل من الأصعب أن نحلّ المشكلة.

لنأخذ على سبيل المثال موضوع التغيّر المناخي، وهو موضوع يصعُب بشكل خاص على عقولنا إدراكه. التغيّر المناخي يحدث على نطاق الكوكب بكامله، ويمتدُّ في إطاره الزمني بين عقود وقرون، وسببه بالإجمال هو البشر على مستوى العالم. ولكن على وجه النقيض، تطوّر العقل البشري ليعالج المخاطر المباشرة قصيرة الأمد، مثل هجوم حيوان مفترس من بين الشجيرات.

\

الشكل (1): ما خُلقنا لأجله، مقابل ما نواجهه الآن

بشكل أساسي، يكمن حلّ إنكار العلم في السيكولوجيا، وبناء مرونة شعبية في مواجهة التضليل، ولكننا مجددًا، نواجه تحديات سيكولوجية صعبة. فالبشر يفكرون بطريقتين مختلفتين: الأولى غريزية، وبتفكير سريع، والثانية منطقية وبتفكير أبطأ. يستدعي استحضار التفكير الناقد لتقييم الفرضيات، وتمييز المغالطات المنطقية تفكيرًا بطيئًا منهجيًا. وهذا يتطلب جهدًا معرفيًا، لأنَّ معظم طرائق تفكيرنا سريعة وتلقائية. فعقولنا مبرمجة للهرب من هجوم الحيوانات المفترسة من بين الشجيرات.

إذن كيف نواجه التحديات السيكولوجية، والتكنولوجية، والاجتماعية التي تجعل من المعلومات المغلوطة وإنكار العلم مشكلة مُلحَّة؟ يحمل العلم الإجابات عن إنكار العلم. ولكنني وصلت إلى النتيجة التي تفيد بأنَّ العلم، برغم الضرورة، لا يكفي بحدِّ ذاته لمواجهة تحدي إنكار العلم، ولقد قمت برحلة طويلة ومتعرجة للوصول إلى هذه النتيجة.

من العلم إلى الفن ثم إلى العلم مجددًا

بدأت سيرتي المهنية بدراسة الفيزياء في جامعة كوينزلاند في أستراليا. وبينما كنت أنهي شهادتي الفخرية، وجدت نفسي أرسم الكاريكاتير في وقت فراغي على هوامش دفاتر المحاضرات. وعند التخرج، قمت بالتغيير المهني المفاجئ من الفيزياء إلى الرسم الكاريكاتيري. وبينما كنت أمضي أيامي بالرسم، وجدت نفسي أمارس العلوم في وقت فراغي. يمكنك أن تبعد الطفل عن العلم، ولكنك لا تستطيع أن تبعد العلم عن الطفل.

\

الشكل (2): ملاحظات محاضرة الفيزياء عليها رسومات كاريكاتيرية في الهوامش، ورسومات كاريكاتيرية مع معادلات علمية في الهوامش.

ثم أطلقت موقعي الإلكتروني SkepticalScience.com. كان توجه الموقع بسيطًا: وهو فضح التضليل المتعلّق بالتغيّر المناخي باستخدام مواد علمية جرت مراجعتها من قبل الأقران. ولأنني جئت من خلفية في العلوم الفيزيائية، استند منهجي إلى الفكرة الساذجة بأنَّ كل ما عليّ فعله لفضح التضليل بنجاح هو تقديم الحقائق العلمية.

وفجأة، تلقيت رسالة إلكترونية من عالم معرفي شاركني بحثًا سيكولوجيًا عن عملية فضح المعلومات المغلوطة، ويشتمل على نتائج دراسة تفيد أنه عند فضحِ الخرافات بطريقة خاطئة، فإنك تجازف بتعزيز الخرافة بدل دحضها. ولذعري، اكتشفت أنني كنت أفضح الخرافات بطريقة خاطئة!

تبيّن أنَّ تلك الرسالة الإلكترونية غيَّرت حياتي، لأنها فتحت عينيّ على علم التواصل العلمي. وانهمكت في بحث سيكولوجي عن المعلومات المغلوطة، لأبدأ بالنهاية العمل على رسالة دكتوراه في البحث السيكولوجي عن طريقة مواجهة المعلومات المغلوطة.

القليل من إنكار العلم

بعد خمس سنوات من البحث للدكتوراه ونحو عشرين دراسة منشورة، وجدت الإجابة عن إنكار العلم: التلقيح (Cook et al. 2017). لنصف قرن، أظهر الباحثون السيكولوجيون في تجاربهم المتلاحقة أنك إذا عرّضت الناس لشكل ضعيف من المعلومات المغلوطة، فإنهم يبنون مناعة بحيث يكون للمعلومات المغلوطة الأكبر أثرًا أقل عليهم (Compton 2013). ويعرف هذا المنهج بالتلقيح، وهو تشبيه مستمد من التلقيح الطبي تم تطبيقه على المعرفة. يتم إيصال المعلومة المغلوطة بشكلها الضعيف باستخدام عنصرين: تحذير من خطر التضليل، وحجج مضادة تفسِّر التقنيات المضللة المستخدمة في المعلومات المغلوطة.

بعد الوصول إلى حلّ التلقيح، السؤال التالي: هو كيف يمكن تطبيق هذا المنهج بشكل عملي لمواجهة المعلومات المغلوطة عن التغيُّر المناخي؟ لجأت إلى فيلسوفَين في التفكير الناقد: بيتر إيليرتون (Peter Ellerton) ودايفيد كينكيد (David Kinkead)، اللذين يقومان بتطوير منهجية لتجزئة وتحليل المعلومات المغلوطة بطريقة ممنهجة (Cook et al. 2018). وقمنا بتطبيق هذه العملية على أكثر من خمسين خرافة شائعة عن التغيّر المناخي. وفي كل حالة، بيّنا أنَّ كلَّ خرافة تحتوي على أخطاء منطقية، وقمنا بتحديد المغالطة المنطقية في كلٍّ منها.

\

الشكل (3): في الأعلى نقطة حوار إنكار التغيّر المناخي، وفي الأسفل تطبيق منطق نقطة حوار الإنكار على حالة موازية

مجرد أن تحدد المغالطة المنطقية في معلومة مغلوطة، ما أفضل طريقة لشرح كيف تضلل المعلوماتُ المغلوطةُ الناسَ؟ ثم كيف تلقّح الناسَ ضدها؟ عرّفني زملائي الفلاسفة على مفهوم الاستدلال الموازي: وهو تفسير الخطأ في الحجة من خلال تطبيق المنطق نفسه في حالة موازية، وعادة ما تكون متطرفة أو عبثية. كانت لحظة التجلّي بالنسبة إليّ عندما أدركت أنَّ هذه التقنية يستخدمها أصحاب الكوميديا في برامجهم المسائية كلَّ ليلة. ويكمن جمال الاستدلال الموازي في أنه يفضح الحجج المزيفة بكشف المنطق الفاسد فيها، متجنِّبًا الحاجة إلى تقديم تفسيرات معقدة ومطوّلة. كما يسهل وصوله إلى عامة الشعب، إضافةً إلى أنه فكاهي.

الفكاهة سلاح ذو حدّين

لقد ساقتني الإمكانيات المثيرة للاستدلال الموازي إلى خط جديد من البحث: استخدام الفكاهة لمواجهة المعلومات العلمية المغلوطة. وجدتِ الأبحاثُ التي بحثت في الكوميديا بوصفها أداةَ تواصلٍ علميةً أنَّ المنهج الفكاهي عادةً ما يكون سلاحًا ذا حدّين، ويبدو أنَّ الفوائد تأتي مع عيوب محتملة.

على سبيل المثال، الحديث عن موضوع حساس ومخيف كالتغيّر المناخي بطريقة فكاهية وهزلية يجعل الموضوع أقل تهديدًا وأكثر سهولة (Boykoff and Osnes 2018). كما أنَّ الرسائل الفكاهية أكثر تأثيرًا مع الجمهور المنفصل عن الموضوع (Brewer and McKnight 2015). في المقابل، الجانب السلبي من الفكاهة هو أنه يمكن للناس أن يصبحوا أقلّ اهتمامًا بالتغيّر المناخي بالنسبة إلى الرسالة المناخية الجدية (Bore and Reid 2014). 

ومن إحدى سلبيات الرسائل الفكاهية هي أنها تعدُّ أقلَّ تثقيفًا من الرسائل الجادة، حتى وإن كانت تحتوي على القدر ذاته من المعلومات (Skurka et al. 2018). ولكن في الجهة الإيجابية، يُظهر الناس محاجّة مضادة بشكل أقل تجاه الرسائل الفكاهية. كما وجد بحث مثير تأثير النائم(1) في الاستجابة للبرنامج الكوميدي، حيث أصبحت الرسالة أكثر إقناعًا بعد أسبوع واحد (Nabi et al. 2007).

في مواجهة هذه النتائج المختلطة، بدأتُ سلسلةً من التجارب مع زميليّ في جامعة جورج ماسون إيميلي فراغا (Emily Braga) وسو يونغ كيم (Soiung Kim) لنقيس مدى تأثير استخدام الفكاهة لفضح المعلومات العلمية المغلوطة. وقمنا باختبار فضح التضليل في موضوعات مختلفة، مثل التغيّر المناخي، وضبط الأسلحة، والتطعيم، ووجدنا أنَّ الفضح أكثر فاعلية في الموضوعات التي كانت الآراء فيها أكثر ليونة من غيرها: أي التطعيم (Vraga et al. 2019).

استخدم بحثنا الجاري عملية تتبع العين لتحديد أنَّ كلا التصحيحات الجادة والفكاهية فعالة، ولكن بشكل مختلف. وباستخدام تحليل الوسيط، وجدنا أنَّ الطريقة التي قلَّل فيها الدحض الجاد مصداقية المعلومات المغلوطة هي لأنها كانت تُدرَك بمصداقية أكثر. وعلى النقيض، وبإدخال بيانات تتبع العين في تحليل الوسيط لدينا، وجدنا أنَّ الرسومات الفكاهية ناجحة في دحض المعلومات المغلوطة؛ لأنَّ الناس قضوا كثيرًا من الوقت بالانتباه إلى الرسومات.

أما خارج المختبر، فقد وضعتُ نتائج هذه الأبحاث قيد التطبيق على شكل كتاب: العم (النَكِد) مقابل التغّير المناخي. يستخدم الكتاب الرسومات الكاريكاتيرية بأشكال متنوعة بهدف جعل العلم أكثر وضوحًا ومشاركة. تشتمل هذه التقنيات على التجسيد لإظهار علاقتنا بالظواهر الطبيعية بشكل أوضح، وتقنية تمثيل الإنكار المناخي على هيئة شخص نكِد، وتقنية الاستدلال الموازي لتفسير الأخطاء في المعلومات المغلوطة المتعلقة بالمناخ.

\

الشكل (4): مقتطف من كتاب العم (النَكِد) مقابل التغيّر المناخي، تجسيد دورة المحيط واستخدام قطف الكرز كاستدلال موازٍ لفضح خرافة المناخ القائلة إنَّ الاحتباس الحراري توقف منذ عام 1998م.

ألعاب ممتعة وجادة

تتلاءم الفكاهة الكارتونية مع منصّة أخرى هي الألعاب. يُعرف تطبيق اللعب في التعليم بمصطلح «الألعاب الجادة»، وهو يعني الاستفادة من مجموعة من أدوات وتقنيات اللعب التي تساعد على تعزيز عملية التعليم. على سبيل المثال، تقدم جوائز الإنجاز دوافع للتعلم (Blair et al. 2016)، بينما تضيف تقنية قائمة الصدارة وتقنية لاعب للاعب عناصر اجتماعية ومجتمعية (Paavilainen et al. 2017).

يقدم اللعب، (أي تطبيق عناصر اللعب وآلياته على مجالات أخرى)، حلًّا ناجعًا لإنكار العلم، إذ يتطلب تطوير مرونة شعبية ضد التضليل من خلال تعليم التفكير الناقد، وهذا أمر صعب بسبب تفضيل البشر للتفكير السريع والتلقائي على التفكير البطيء والمجهد. ولكن اللعب يحفز اللاعبين لممارسة التفكير الناقد، من خلال اختبارات متكررة يكتشف فيها اللاعب المغالطات في الحجج الفاسدة، ويمكن أن تتحول عملية التفكير البطيء إلى استكشافٍ سريع التفكير. ولعلَّ أفضل طريقة لمنع الاستكشاف السيِّئ هو الاستكشاف الجيد.

\

الشكل (5): لقطة شاشة للعبة العم النَّكِد على الهواتف الذكية

لقد قمتُ بتعديل الأبحاث والفن الذي ورد في كتاب العم (النَكِد) مقابل التغّير المناخي إلى لعبة هاتف ذكي، إذ يرشد العم (النَكِد) اللاعبين ليتعلموا تقنيات إنكار العلم لكي يصبحوا أنفسهم نكديين.

أحد مخاطر اللعب الجاد هو أنَّ اللاعب قد يخسر الدافع للّعب إن وجد اللعبة تعليمية ولا متعة فيها. وباستخدام شخصية كارتونية وقحة مرشدًا، والأمثلة الفكاهية للمغالطات المنطقية، نتجنب هذه العقبة بجعل اللعبة ممتعة بشكل جاد.

اختُبِرت لعبة العم (النَكِد) في صفوف الجامعات عبر البلاد، وثبت أنَّ اللعب لنصف ساعة من النسخة الأولية للّعبة كان كافيًا لتحسين قدرة الطلاب على تحديد مجموعة من المغالطات المنطقية المختلفة.

في حين تركز اللعبة في المعلومات المناخية المغلوطة، أظهر الطلاب تحسُّنًا في اكتشاف التقنيات المضللة في مجموعة من الموضوعات. يُطلق الباحثون على هذا الأمر مصطلح «مظلة الأمان»: أي التلقيح ضد التضليل في موضوع معين ينقل مقاومة إلى موضوعات متعددة (Parker et al. 2012).

العلم والفن والتكنولوجيا

برغم وجود كثير من الأبحاث العلمية في فهم التضليل ومواجهته، ناضل المجتمع العلمي لمجاراة انفجار الحملات التضليلية، فقد استغل إنكار العلم الأدوات التي قدمتها المنصات التكنولوجية.

العلم ضروري، ولكنه غير كافٍ لمواجهة إنكار العلم، فهو بحاجة إلى حلفاء أيضًا. من حسن الحظ، هناك حليفان قويان هما الفن والتكنولوجيا. ويمكّن الفن المتحدثين من تغليف المعلومات العلمية بتنسيقات مسلية لجذب اهتمام الجماهير المنفصلة وغير المهتمة. بينما تتيح لنا التكنولوجيا نشر الألعاب التحفيزية على نطاق يتلاءم مع المشكلة.

Q

المراجع

Blair, L., C. Bowers, J. Cannon-Bowers, et al. 2016. Understanding the role of achievements in game-based learning. International Journal of Serious Games 3(4): 47–56.

Bore, I.L.K., and G. Reid. 2014. Laughing in the face of climate change? Satire as a device for engaging audiences in public debate. Science Communication 36(4): 454–478.

Boykoff, M., and B. Osnes. 2018. A laughing matter? Confronting climate change through humor. Political Geography.

Brewer, P.R., and J. McKnight. 2015. Climate as comedy: The effects of satirical television news on climate change perceptions. Science Communication 37(5): 635–657.

Compton, J. 2013. Inoculation theory. The SAGE Handbook of Persuasion: Developments in Theory and Practice, 220–236.

Cook, J., P. Ellerton, and D. Kinkead. 2018. Deconstructing climate misinformation to identify reasoning errors. Environmental Research Letters 11(2).

Cook, J., S. Lewandowsky, and U. Ecker. 2017. Neutralizing misinformation through inoculation: Exposing misleading argumentation techniques reduces their influence. PLOS ONE 12(5): e0175799.

Nabi, R.L., E. Moyer-Gusé, S. and Byrne. 2007. All joking aside: A serious investigation into the persuasive effect of funny social issue messages. Communication Monographs 74(1): 29–54.

Paavilainen, J., K. Alha, and H. Korhonen. 2017. A review of social features in social network games. Transactions of the Digital Games Research Association 3(2).

Parker, K.A., B. Ivanov, and J. Compton. 2012. Inoculation’s efficacy with young adults’ risky behaviors: Can inoculation confer cross-protection over related but untreated issues? Health Communication 27(3): 223–233.

Skurka, C., J. Niederdeppe, R. Romero-Canyas, et al. 2018. Pathways of influence in emotional appeals: Benefits and tradeoffs of using fear or humor to promote climate change-related intentions and risk perceptions. Journal of Communication 68(1): 169–193.

Vraga, E.K., S.C. Kim, and J. Cook. 2019. Testing logic-based and humor-based corrections for science, health, and political misinformation on social media. Journal of Broadcasting & Electronic Media 63(3): 393–414.

Share This