أ. حمدان العجمي | صيدلة – مدينة الملك سعود الطبية- السعودية

في غرب أستراليا، وبالتحديد في منطقة كيمبرلي، وفي مقاطعة كانت فيما سبق شعابًا مرجانية، اكتشف مجموعة من الباحثين ما يُعتقد أنه أقدم قلب لكائن حي على وجه الأرض.

فقد استعان المنقبون العلماء من المنظمة الأسترالية للعلوم والتكنولوجيا بأجهزة متطورة من فرنسا لعمل الفحوصات المناسبة لعينات قلب عمره 380 مليون عام، والذي كان داخل خرسانة الحجر الجيري، وبُنيت الصورة الدقيقة للقلب بناءً على الكثافات المختلفة للمعادن التي رسبتها البكتريا والمصفوفة الحجرية المحيطة بها، وقد وُجد القلب جنبًا إلى جنب مع معدة متحجرة وأمعاء وكبد، مما أثار عددًا من الأسئلة عن تطور أجسام المفصليات التي ازدهرت في العصر الديفوني قبل 400 مليون عام، وقد كان التشريح لهذه السمك يدل على أنها تشبه أسماك القرش الحديثة.

ونُشر البحث في مجلة ساينس عبر الباحثة كيت تريناجستيك (Kate Trinajstic) التي تعمل في متحف أستراليا الغربية، وأكثر ما يميز البحث هو توثيقه للأنسجة الرخوة من الأنواع القديمة التي من النادر العثور عليها في الحفظ ثلاثي الأبعاد، وقد أشارت كيت في موقع الجامعة التي تعمل فيها بأنه «غالبًا ما ينظر إلى التطور على أنه سلسلة من الخطوات الصغيرة، لكن هذه الحفريات القديمة تشير إلى وجود قفزة بين الفقاريات، وأن ما وجدناه اليوم يشبه إلى حد كبير أسماك القرش اليوم».

قدم البحث المنشور، لأول مرة، النموذج الثلاثي الأبعاد لقلب معقد مع وجود غرفتين، وهي ميزة يتم تطويرها في الفقاريات المبكرة، مع ملاحظة أن الكبد كان كبيرًا، حيث مكَّن هذه الأسماك من البقاء مزدهرة في تلك العصور، وقد أظهر التشريح أن هذه السمكة لا تملك أي رئة. قال المؤلف المشارك البروفيسور جون لونج، من جامعة فليندرز: «هذه الاكتشافات الجديدة للأعضاء اللينة في هذه الأسماك القديمة هي حقًّا مادة أحلام علماء الحفريات؛ لأن هذه الحفريات بلا شك هي الأفضل في العالم لهذا العصر»