هيثم محمود السيد – باحث في الشؤون الصينية – 29 مارس 2021م
اللقاحات الصينية
في مواجهة كورونا

حدد المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها التسلسل الجيني للفيروس في 11 يناير 2020م، ومع انحساره في الصين في أوائل أبريل من العام الماضي، التزمت الصين تصدير المعدّات الطبيّة والكمامات والأجهزة إلى عشرات الدول، إضافة إلى الخبرات التي اكتسبتها الفرق الطبية الصينية من محاربتها الفيروس(1).
تبادل الاتهامات
وقد شهدت مرحلة ما بعد الجائحة اتهاماتٍ متبادلةً بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية تحوّلت إلى ما يشبه الحرب الباردة، واستمر التنافس المحتدم لسباق اللقاحات؛ الذي يعدُّ قوةً ناعمةً وتفوقًا وقتيًّا للدولة التي ستنتجه، وتخلص العالم من الجائحة، وهو ما سعت إليه الصين والولايات المتحدة مع فارق الحال بينهما واستمرار انتشار الفيروس في الأراضي الأمريكية.
ولدى الصين حاليًّا خمسة لقاحات تشارك بها في هذا السباق العالمي، اثنان منها قطعا شوطًا كبيرًا لإدراجهما عالميًّا بشكل أكبر، وهما: لقاح BBIBP–CORV الذي تنتجه سينوفارم التابعة لمجموعة الصين الوطنيّة للصناعة الدوائيّة، وقد اعتُمد في الصين، وأُجريت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية عليه في الإمارات العربية المتحدة، ويُستخدم حاليًّا في الإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر.
وقد أدرجت المجر اللقاح ضمن خطتها في مكافحة الفيروس، وتصل نسبة فاعليته إلى 79.43% بحسب ما أعلنته الشركة المنتجة له، أما اللقاح الآخر، فهو لقاح كورونافاك الذي تنتجه شركة سينوفاك التابعة لمجموعة كهشينغ الصينية.

لقاح BBIBP-CORV
التجارب خارج الصين.. لماذا؟
وقد أجريت المرحلة الثالثة من التجارب السريريّة لهذا اللقاح في تركيا وإندونيسيا والبرازيل، وكانت نتائج فاعليته متفاوتة، ففي تركيا أظهرت التجارب أن نسبة فاعلية اللقاح وصلت إلى 91.25%، وفي البرازيل لم تتجاوز النسبة 50.4% (2).
ويعود السبب في إجراء هذه التجارب خارج الصين إلى الانحسار المبكر للفيروس في الصين، إضافة إلى تبايُن سلاسل الجينوم المكتشفة في ووهان عنها في الأماكن الأخرى، كما أن للقاحات الصينية ميزة إضافيّة بالنسبة إلى الدول النامية، هي ملائمتها لظروف التخزين المتاحة لها، فهي لا تتطلب درجة حرارة منخفضة كما هو الأمر في بعض اللقاحات الأخرى المنافسة، إضافة إلى أن إشراك الدول النامية في تطوير اللقاحات سيعود على الصين بفائدة أخرى، هي إيجاد الشعور بالتضامن مع اللقاح الذي ساهمت في إنتاجه، بل إن من هذه الدول من تحوّل بالفعل إلى مروج متحمّس له كما هو الحال مع الإمارات وتركيا على سبيل المثال(3).
الرئيس الصيني: اللقاح منفعة عالميّة
وهذا ليس الملحظ الدبلوماسي الوحيد الذي حاول الصينيون مواكبة لقاحهم معه، بل يمكن أن ننظر إلى حديث الرئيس الصيني شي جينبينغ (الذي أكد فيه تبنِّي الصين مبدأ المنفعة العالمية) من هذا الوجه أيضًا، ومن ذلك كلمته في افتتاح الدورة الـ73 لمنظمة الصحة العالمّية في مايو 2020م، إذ قال شي: إن الصين ستجعل لقاحها المضاد لفيروس كورونا منفعة عامة عالميّة عند توفُّره، وهذا ما سيساهم في إتاحة اللقاح والقدرة على تحمُّل تكاليفه في البلدان الناميّة (4).
ولعل من المهم الإشارة هنا إلى وجود تعاون سعودي صيني في مجال اللقاحات، فقد أعلنت وزارة الصحة السعودية عن إجراء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح Ad5-nCoV الذي طوّرته شركة كانسينو بيولوجيكس (CanSinoBIO) الصينية في كلٍّ من الرياض ومكة والدمام (5).
المراجع
(1) https://cutt.us/114bY
(2) https://cutt.us/qucCz
(3) https://cutt.us/DVxS7
(4) https://cutt.us/zQ2iH
(5) https://cutt.us/Pkqkd