الهيدروجيل
في معالجة مرض باركنسون
إيلين فيديان – مجلة كوزموس – 7 أغسطس 2021م
إيلين فيديان: صحفية علمية في كوزموس، حائزة على شهادة بكالوريوس في الكيمياء والتواصل العلمي، وشهادة ماجستير في التواصل العلمي، من الجامعة الوطنية الأسترالية.
ابتكر الباحثون الأستراليون هيدروجل يمكن استخدامه في علاج مرض باركنسون، وربما في أمراض عصبية أخرى، بشكل أفضل، وتظهر فاعليته حاليّاً على الجرذان.
الهيدروجل هو جلٌّ يحتوي على ماء مصنوع من شبكات البوليمر. ويعمل هذا الجل، الموصوف في «Advanced Functional Materials»، على إيصال خلايا وبروتينات إلى الدماغ لإعادة تجديد الأنسجة المتضررة بسبب مرض باركنسون.
ويرتبط مرض باركنسون بضعف الدوبامين في الدماغ، وغالبًا ما يُعالج حاليّاً بالأدوية المحتوية على الدوبامين. وقد أظهرت التجارب السريرية أنَّ الخلايا الجذعية المزروعة في الدماغ يمكنها أن تعمل بشكل أفضل من هذه الأدوية، ناهيك عن تجنُّب آثارها الجانبية، ولكن من الصعب زراعتها بفعّالية.
البروفسور ديفيد نيسبت.
المصدر: الجامعة الوطنية الأسترالية.
هنا يدخل الهيدروجل، الذي طوّره وجرّبه باحثون في الجامعة الوطنية الأسترالية (ANU)، ومعهد فلوري للصحة الذهنية والعصبية.
يقول ديفيد نيسبت David Nisbet بروفسور في كلية جون كرتن للأبحاث الطبية التابعة للجامعة الوطنية الأسترالية، ومؤلف مشارك في الدراسة، إنَّ الهيدروجل “مستوحى من البروتين”.
ويضيف: “الهيدروجل مصنوع من أحماض أمينية طبيعية، وهي أساسًا المكوّن الرئيس للبروتين”.
ويتابع: “في الواقع، نحن نطابق ترتيب بعض الأحماض الأمينية لدينا مع بنية البروتين داخل الدماغ، على وجه التحديد، ويحاكي الهيدروجل لدينا بعض تسلسلات الأحماض الأمينية في اللامينين”.
واللامينين بروتينات ضخمة في الجسم تساعد على توفير البنية والدعم للخلايا.
يقول نيسبت: “إنَّ دعم وتسلسل الأحماض الأمينية [للهيدروجل] يمكنه أن يوجِّه الخلايا إلى طريقة عملها”،
في حين أنَّ الخواص الكيميائية للجل تجعله يعمل بمجرد دخوله الدماغ، وتساعد الخواص الفيزيائية على تلطيف دخوله الجسم.
“بمجرد دخوله الدماغ، يعود الجل إلى حالته الصلبة، ويقدِّم الدعم للخلايا الجذعية في تعويض عصبونات الدوبامين المفقودة”.
اختبر الباحثون فعَّالية الجل على الجرذان بعد تعريضها لتسمُّمٍ عصبي كمحاكاة لمرض باركنسون.
يقول نيسبت: “عندما أدخلنا تقنية الجل والخلايا الجذعية، لاحظنا تحسُّنًا كبيرًا في الحركة المنتظمة لأطرافها، وتعافي إجمالي في الوظيفة الحركية”، ويضيف إنَّ الجل قد يكون مفيدًا في علاج السكتات الدماغية والحالات العصبية الأخرى.
تقول البروفسور كلير باريش Clare Paris، رئيسة مخبر الخلايا الجذعية والتطور العصبي في معهد فلوري، إنَّ الجل يحتاج إلى النجاح في التجارب السريرية على البشر ليتم اعتباره علاجًا للباركنسون.
وتقول: “علينا أن نقوم بالاحترازات الواجبة، والتأكد من أننا حققنا كافة المتطلبات من حيث السلامة، والفعالية، والموافقة القانونية قبل أن نتمكن من نقل هذه التكنولوجيا إلى العيادات، ولكننا نأمل أن تكون متوفرة للاستخدام في المستقبل القريب”.
بما أنَّ الجل مصنوع من البروتين، سيكون زهيد التكلفة بشكل معقول للتصنيع على نطاق واسع، إذا ثبتت فعاليته على البشر.
الهيدروجيل الذي يمكن استخدامه في علاج مرض باركنسون. المصدر: الجامعة الوطنية الأسترالية

البروفسور ديفيد نيسبت