منذ سبعين عاما، حدد العالمان جيمس واتسون  (James Watson) وفرانسيس كريك (Francis Crick) هيكل جزيء الحمض النووي الخاص بالإنسان، مما أطلق العنان للبحوث في عالم الجينوم.  وتزايدت البحوث العلمية مؤخرا، وتمكن بعض منها من فك شفرات عالم الجينات، والتوصل إلى معلومات أساسية تتصل بالجينات، وارتباطها ببعض الأمراض، وإمكانية التعديل الجيني.  يأتي كل ذلك اهتماما بصحة الإنسان، ومعالجة لكثير من الأمراض.  والأهم من ذلك الوقاية من كثير من العلل المرتبطة بتأثير الجينات. 

وقد اختارت اللجنة العلمية للمجلة مشكورة هذا الموضوع «الجينات: الصحة والمرض» ليكون الملف الرئيس لهذا العدد.  وقد بذل المشرفان على الملف الدكتورة رجاء فاخوري والدكتور عبد الله العنقري جهدا مميزا في توفير مجموعة كبيرة من المقالات التي تغطي جوانب مختلفة عن هذا الموضوع. 

وحيث إن مصطلح «الجينوم» يخفى على بعض القراء، فقد بدأ الملف بالتعريف بهذا المصطلح، ليكون بوابة الدخول لهذا الموضوع الحيوي المهم.  وتتواصل المقالات لتكشف لنا عن الطرق الحديثة لتشخيص الأمراض الوراثية، وهل نحن في عصر التحرير الجيني، الذي غدا علاجا فعالا لأمراض السرطان؟  ومن الجوانب المهمة موضوع التعديل الجيني على المستوى البشري وعلى مستوى الأغذية.   وتطرح إحدى المقالات سؤالا مهما يتمثل في «هل يقبل المستهلك الأطعمة المعدلة وراثيا؟».  يأتي طرح هذا السؤال في ظل الطفرة البحثية لكل ما يتعلق بالجينوم نباتيا.

ونظرا لأهمية موضوع الجينوم، وكثرة البحوث حوله، فقد أخذت مقالات الملف معظم صفحات العدد.  ونظرا لمحدودية حجم المجلة، فإننا، في التحرير، لم نتمكن من استيعاب كافة الموضوعات التي وصلت للمجلة.  ولذا، فإن أعدادنا القادمة ستشهد، إن شاء الله، نشر المزيد والجديد عن عوالم الجيونم والجينات.

وإضافة للمقالات الثرية، فإن هناك بابا يركز على الترجمة لتقديم الجديد في عالم الطب والعلوم. من بينها العلاقة بين التغيرات الجينية والسرطان، وتطور العلاج الجيني، وتطور علم الوراثة الشرعي.  

أثمن للعلماء والمختصين كريم مشاركاتهم، وبقدر حرصنا على سرعة النشر، فإننا نود الاعتذار منهم حيث نضطر، أحيانا، بسبب تزاحم المقالات إلى تأجيل بعض مقالاتهم لأعداد قادمة.

تحية خالصة، وتقدير عميق للجنة العلمية، وللزملاء في التحرير والإخراج.

والله الموفق.

 رئيس التحرير

Share This