أ. حمدان العجمي | صيدلة- مدينة الملك سعود الطبية- السعودية

نشر عالمان من رواد تقنية النانو، وهما جوزيف وانغ و ليانغ تشانغ، بحثًا علميًّا مشتركًا لتطوير روبوتات مجهرية لعلاج الالتهاب الرئوي الحادي في الفئران، حيث نشرا بحثهما في مجلة نيتشر ماتيريالز (Nature Materials)، وفكرة البحث هي استخدام تقنية النانو في حمل الدواء إلى الرئة المصابة لزيادة فعاليته عبر استخدام روبوتات يمكنها السباحة وأدت إلى بقاء الفئران المصابة على قيد الحياة بنسبة %100، ونجت من كامل العدوى بعد أسبوع واحد، وعلى النقيض من ذلك ماتت جميع الفئران غير المعالجة في غضون ثلاثة أيام. ولقد أُجريت التجربة عبر تمرير الروبوتات الدقيقة خلال رئتي الفئران من خلال أنبوبة أُدخلت في القصبة الهوائية، ومما أثار الدهشة أن العلاج بالروبوتات كان أكثر فاعلية من حقن المضادات الحيوية في مجرى الدم، ووفرت الطريقة الجديدة كمية كبيرة من المضادات الحيوية مقارنة بالمستخدمة في الحقن الوريدي.

تتكون الروبوتات من خلايا الطحالب التي ملئت بالجسيمات النانوية ومعها كمية من المضادات الحيوية المحسوبة بعناية، وما يميز الطحالب هي حركتها والسباحة، مما يجعل توصيل المضادات الحيوية أكثر فاعلية إلى البكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي، ولصنع الجسيمات النانوية خلط الباحثون بوليمرات قابلة للتحلل مع أغشية من خلايا الدم البيضاء، حيث تساعد هذه الأغشية على أن يتعامل معها الجسم بشكل متعادل دون التسبب بأي التهابات.

يعمل الباحثان في كلية الهندسة بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وهدفهما هو توصيل الأدوية إلى أكثر أجزاء الجسم صعوبة بطريقة آمنة وسهلة ومتوافقة مع جسم الإنسان. لقد استخدم الباحثان البكتيريا المعروفة بالسودوموناس أرجينوسا (Pseudomonas Aeruginosa)، وهي أكثر أنواع البكتيريا التي تحتويها العدوى المرتبطة بالمستشفيات، وتسبب كثيرًا من حالات الوفاة خاصة في كبار السن وضعيفي المناعة، ويحاول الباحثون الآن فهم الطريقة التي تتفاعل فيها هذه الروبوتات مع جهاز المناعي قبل اختبارها على البشر.