كوكب توي
اكتشاف جديد يُهدد الحياة على الأرض
أسيل أحمد – جيوفيزياء – جامعة المنصورة – مصر
رغم عُمر الكون الذي يبلغ نحو 13.4 مليار سنة والجهود المبذولة في دراسته، إلا أنه مازال يخفي المزيد من الأسرار التي تكشف عن نفسها بمرور الوقت.
اكتشاف جديد
نجح فريق دولي بقيادة جامعة مونتريال باكتشاف كوكب صخري جديد يشبه كوكب الأرض، ولكنه أكبر حجمًا أُطلق عليه توي 1452 بي، وذلك باستخدام الملاحظات المأخوذة من القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة بالتلسكوبات الأرضية التابعة لوكالة ناسا (TESS). يدور هذا الكوكب حول نجم قزم أحمر أصغر بكثير من الشمس وأكثر برودة منه، وهو واحد من اثنين من النجوم متشابهة الحجم في نظام ثنائي، حيث يدور النجمان حول بعضهما ويفصل بينهما مسافة صغيرة حوالي (97 وحدة فلكية) أي مرتين ونصف المسافة بين الشمس وبلوتو. كما أنه يدور على بُعد حوالي 100 سنة ضوئية أي إنه ليس شديد الحرارة ولا شديد البرودة، مما يعني أن هذا الكوكب يتلقى من نجمه نفس كمية الضوء التي يتلقاها كوكب الزهرة من الشمس.
كتلة الكوكب وكثافته
بعد مراقبة دامت خمسين ساعة باستخدام نظام (SPIROU)، والذي بُني لتعزيز فهمنا للكواكب الخارجية وأنظمة النجوم البعيدة؛ لأنه يعمل في طيف الأشعة تحت الحمراء، قُدّرت كتلة الكوكب بخمسة أضعاف كتلة الأرض تقريبًا. وبعد تقدير كتلة الكوكب ونصف قطره، اتضح أن كثافته أقل بكثير من المتوقع مقارنةً بكوكب يتكون أساسًا من معادن وصخور مثل الأرض.
محيط كبير
كان هذا النقص في الكثافة نتيجة أن الكوكب مكون من نواة صخرية محاطة بغلاف غني من المواد المتطايرة، مثل الماء، حيث إنه مغطى بطبقة سميكة من الماء الذي يُشكل حوالي 30 % من كتلته. يعتقد العلماء أن هذا الكوكب يحتاج للمزيد من المراقبة؛ لأنه أحد الكواكب المعتدلة القليلة المعروفة التي تتميز بخصائص تتوافق مع كوكب مائي، كما أنه قريب بدرجة كافية من الأرض، مما يعطي أملًا للباحثين في دراسة غلافه الجوي. تُرى هل سيفكر العلماء في هذا الكوكب بوصفه كوكبًا صالحًا للحياة؟ هل سيصبح موضع اهتمام مثله مثل المريخ؟ لا أحد يعلم الوجهة، ولا أحد يعلم المستقبل فدعونا ننتظر المزيد.