مصانع المستقبل..
5 توجهات لسوق التصنيع
طارق راشد – باحث وإعلامي – 1 سبتمبر 2021م
تلقي مجلة (Manufacturing Global) نظرةً على أحدث توجهات سوق التصنيع في مجالات السلع الاستهلاكية المُعبَّأة، والصيانة التنبُّؤية، وأمن البيانات الكبيرة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات الصناعية.
سوق السلع الاستهلاكية المُعبَّأة
بينما يسعى مصنعو السلع الاستهلاكية المُعبَّأة جاهدين للتنبُّؤ بطلب المستهلكين والارتقاء بعملياتهم، تشير أحدث التوقعات المُستخلصة من معهد (Abi)إلى أنّ إجمالي إيرادات المصانع الرقمية سيصل إلى 24 مليار دولار بحلول عام 2030م، إذ من المتوقع أن تنفق سوق السلع الاستهلاكية المُعبَّأة 4 مليارات دولار على البيانات وخدمات التحليلات.
يقول مايكل لارنر محلل الصناعة والتصنيع البارز في معهد (Abi): «يتحسس مديرو المصانع خطواتهم كل يوم؛ فالإنتاج المحدود أكثر من اللازم يؤدي إلى حالة عجز وفرص إيرادات مُهدرة، والإنتاج الفائض عن الحاجة يفضي إلى بضائع قابلة للتلف تُهدر وتضيع. إنَّ مؤشرات الترابط الرقمي عبر سلسلة الإمداد بالغة الأهمية». سيحتاج مصنعو السلع الاستهلاكية المُعبَّأة إلى التعاون مع شركات البيع بالتجزئة والموزعين وشركاء سلسلة الإمداد ليحظوا بظهور أكبر عبر سلسلة الإمداد.
ويضيف لارنر: «ومع أنّ خلق مؤشرات ترابط رقمي عبر سلسلة الإمداد سيستغرق وقتًا، سيحتاج مُصنعو السلع الاستهلاكية المُعبَّأة على المدى القصير إلى ضمان أنَّ خطط إنتاجهم مُستلهمة من أكبر قدرٍ ممكن من البيانات ذات الصلة».
سوق الصيانة التنبُّؤية
تشكِّل الصيانة التنبؤية شكلًا متقدِّمًا من الصيانة، يستغل قياسات أجهزة الاستشعار في الزمن الحقيقي للوقوف على ما إذا كانت آلة ما أو مكوناتها قد بلغت مرحلة التعطُّل، ومن ثم التخطيط لصيانتها.
وتفيد شركة جلوبال إنداستري أناليستس بأنه: «من المتوقع أن تستفيد الصيانة التنبّؤية، بوصفها فرعًا من فروع إدارة الأصول، من الاستثمارات المُتنامية للمصنعين في نظم إدارة الأصول، وتنفيذ نظم إدارة الأصول على مستوى المؤسسة بأسرها. ومن بين العوامل المحورية التي تدفع عجلة الطلب على التحليلات التنبؤية في الصناعات الذكية الحاجة المتزايدة لزيادة القيمة المُستخلصة من البيانات الكبيرة والقوة المتصاعدة للحوسبة، والدور المتنامي للبيانات في صنع قرارات إدارة المعدات وتعميمات الحلول السحابية المُتزايدة، والفهم الأفضل لعرض القيمة الذي تقدِّمه التقنية عمومًا».
وعلى مدار السنوات الخمسة المقبلة، من المتوقع أن تصل قيمة سوق الصيانة التنبؤية العالمية 13,9 مليار دولار بحلول عام 2026م.
سوق أمن البيانات الكبيرة
تتوقع شركة آلايد ماركت ريسيرش لأبحاث السوق أن تبلغ قيمة سوق أمن البيانات الكبيرة العالمية 54,23 مليار دولار بحلول عام 2027م، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى صعودٍ في توجهات الرقمنة وإنتاج البيانات الرقمية والمخاوف المتصاعدة من انتهاك خصوصية البيانات وأمنها.
وتذكر شركة آلايد ماركت ريسيرش أنّ «تفشي الجائحة جعل مؤسسات الأعمال تلجأ إلى ثقافة العمل عن بُعد. وقد أدى ذلك إلى أطنان من البيانات الخام الإضافية، وهذا ما عزَّز الخدمات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، وزاد أيضًا أعداد الهجمات السيبرانية. ودفع ذلك عجلة أطر عمل وحلول أمن البيانات الكبيرة. ومن المرجح أن يستمر هذا التحول لما بعد الجائحة بمدة طويلة، إذ إنَّ الطلب على الأمن المُحسَّن للأصول المؤسسية السريّة سيستمر وسيبقى».
سوق الذكاء الاصطناعي
تتنبَّأ أحدث أبحاث السوق من موقع (researchandmarkets.com) بأن تبلغ قيمة الذكاء الاصطناعي المُستخدم في حلول إدارة سلسلة الإمداد 15,5 مليار دولار عالميًّا بحلول عام 2026م.
وفي ظل توقعات أن تُحسِّن حلول إنترنت الأشياء الصناعية بقدرٍ كبير الاعتمادية والإنتاج ورضا العلماء، فإنَّ هذه التقنية «في موقف يسمح لها بإحداث تحوِّلٍ في كثيرٍ من الصناعات التخصصيّة، بما في ذلك الرعاية الصحية وقطاع التجزئة وقطاع السيارات وقطاع النقل. ولكثير من الصناعات، سترتقي إنترنت الأشياء الصناعية كثيرًا بالموثوقية والإنتاج ورضا العملاء. وبرغم أنَّ إنترنت الأشياء الصناعية ستُحسِّن أولاً العمليات الحالية والبنية التحتية الراهنة المُعززة، فإنَّ الهدف النهائي منها سيتمثل في خلق مُنتجات وخدمات جديدة كليًا ومُحسَّنَة إلى حدٍّ كبير»، بحسب موقع (researchandmarkets.com).
«ستكون الشركات الناجحة هي تلك التي تعي كيف وأين ستخلق تقنيات وحلول إنترنت الأشياء فرصًا لإدخال تحسينات تشغيلية، وخلق منتجات وخدمات جديدة وُمحسَّنَة، وكذلك نماذج عمل جديدة كليًّا».
سوق الروبوتات الصناعية
تشهد سوق خدمات الروبوتات الصناعية المُقدَّرَة قيمتها بـ 20,4 مليار دولار عام 2020م صعودًا مفاجئًا في الطلب على الروبوتات الصناعية في فترة ما بعد الجائحة، ومن المتوقع أن يزداد حجم تلك السوق بقيمة 6,97 مليار دولار خلال المدة بين عامي 2021 و2025م، بمعدل نمو سنوي مُركب مقداره 6,95 وأكثر.
وذكرت شركة ريبورت لينكر: «من المتوقع أن يزداد سوق الروبوتات زيادة مُطردة خلال فترة التوقعات بفعل ميزات كخفض التكلفة، والجودة المُحسَّنَة، والإنتاج المتزايد، والصحة والسلامة المُحسَّنين، في محل العمل. وتقدِّم الروبوتات منتجات وخدمات ذات جودة أعلى وبفعالية أكبر، في ظل هدر أقل ودون أي خسائر بشرية بسبب طبيعتها الذاتية المُستقلة. والاستخدام المُتزايد للروبوتات سيدفع عجلة نمو السوق في المستقبل القريب. ومع ذلك، يقيد الاستثمار الأولي العالي والمخاوف المتعلقة بالسلامة البشرية نمو السوق».