معالجة المشكلة
المتنامية المتمثلة
في الإفراط في تناول الأدوية
Helen Santoro 2021/08/12 -Knowable
عندما تم تشخيص جدتي كارول ميتشل بمرض باركنسون في عام 2010 عن عمر يناهز 72 عامًا، وصفوا لها دواء يسمى كاربيدوبا/ ليفودوبا. ابتلعت الحبة الصغيرة المستطيلة أربع مرات في اليوم، 7 صباحًا، 11 صباحًا، 3 بعد الظهر و7 مساءً. في السنوات التي تلت ذلك، وصف لها أطباؤها كريم ستيرويدي لمشاكل الجلد وأدوية للاكتئاب ودوار الحركة والقلق وحرقة وارتجاع المري وسرطان الثدي المبكر. تقول إليزابيث ميتشل، ابنة كارول ووالدتي: «دخلت إلى غرفة نومها وكانت هناك قوارير أدوية في كل مكان». «كنت أبحث عن كل منها على غوغل لمعرفة استطبابه».
بالنسبة لكارول، التي تبلغ من العمر الآن 82 عامًا، فإن تناولها لجميع عقاقيرها بدقة عندما كان ذلك مطلوبا منها كان هدفًا صعبًا. «لا أريد أن أتناول أدوية من هذا القبيل.. إنها كثيرة، على ما أعتقد». «لا يمكنك مغادرة المنزل لأن لديك كل هذه الأدوية لتتناولها». حتما حينئذ ستجد نفسها قد فاتتها جرعات من عقار باركنسون- وعندما تفعل ذلك، ستعود أعراضه من الرعشة والتصلب وصعوبة التحدث والمشي أو تزداد سوءًا. في السنوات الأربع الماضية، أدى ذلك إلى أربع زيارات لقسم الطوارئ، شملت اثنتان منها فترات إقامة طويلة في المستشفى.
لتسهيل تناول حبوب باركنسون الأساسية، اقترحت إليزابيث أن تتخلص والدتها من أكبر عدد ممكن من الأدوية بمساعدة طبيبها، واليوم لا تتناول ميتشل سوى عقار باركنسون. وهي تقول: «أشعر بتحسن كبير لكوني أتناول أدوية أقل». تقول إليزابيث إن والدتها من المرجح أن تأخذ كاربيدوبا/ ليفودوبا في الوقت الدقيق الآن، مما يساعدها على ألا تحتاج للإقامة في المستشفى الآن، بالنسبة للعديد من المرضى المسنين الآخرين الذين يتناولون أدوية متعددة، فإن الفطام الدوائي ليس بهذه السهولة.
إن الأدوية المتعددة، التي تُعرَّف غالبًا على أنها الاستخدام المنتظم لخمسة عقاقير أو أكثر من قبل المريض نفسه، آخذة في الازدياد ومن المتوقع أن تنمو مع زيادة متوسط العمر المتوقع وأعمار السكان في العالم. لا يتناول كبار السن المزيد من الأدوية فحسب، بل يواجهون أيضًا خطرًا أكبر من حيث الآثار الجانبية الشديدة لأن أكبادهم تميل إلى أن تكون أقل كفاءة في استقلاب الأدوية وإخراجها من مجرى الدم. وفقًا لتحليل عام 2020 في المراجعة السنوية لعلم الأدوية والسموم، يتفاقم هذا الخطر بسبب حقيقة أن التفاعلات بين بعض الأدوية يمكن أن تكون ضارة وأن ما يصل إلى نصف المرضى الذين يتناولون أربعة عقاقير أو أكثر لا يتناولونها كما هو موصوف.
تعتبر منظمة الصحة العالمية أن التعدد الدوائي يمثل مشكلة صحية عامة رئيسة، حيث تسهم في الملايين من حالات دخول المشافي التي تحدث على مستوى العالم بسبب ردود الفعل السلبية للأدوية والمسؤولة عن مليارات الدولارات في النفقات الصحية غير الضرورية. يبذل الباحثون والصيادلة قصارى جهدهم لحل مشكلة الإفراط في تناول الأدوية. لكن القيام بذلك أمر صعب، لأسباب ليس أقلها أن عدم وصف الأدوية للمريض أو إيقافها لأنه نادرًا ما يتم تعليم إيقاف وصف الأدوية الخاصة بالمريض أو صرفها عندما تكون الأدوية مشمولة ضمن منهاج كلية الطب أو الصيدلة.
يقول توبياس دريشولت (Tobias Dreischulte)، الصيدلاني السريري في جامعة لودفيغ ماكسيميليان (Ludwig Maximilian) في ألمانيا وأحد مؤلفي نشرة المراجعة السنوية: «لا يوجد حتى مناقشة حول ما إذا كنت بحاجة إلى التحقق مما إذا كان توازن الأضرار والفوائد ثابتًا بمرور الوقت». يضيف دريشولت قائلا «ولكن هذا ممكن» وهو الذي أجرى بحثًا سابقًا في جامعة دندي في اسكتلندا وهو جزء من فريق نشر سلسلة من الإرشادات لمساعدة الأطباء والصيادلة في ذلك البلد على تقليل استخدام الأدوية غير الضرورية أو التي يحتمل أن تكون خطرة. منذ تطبيق الإرشادات في عام 2012، انخفض عدد الأدوية الزائدة ومجموعات الأدوية عالية الخطورة الموصوفة للمرضى.
السؤال هو ما إذا كان يمكن تطبيق ممارسات مماثلة في بلدان أخرى في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي وفي جميع أنحاء العالم. تقول إميلي ريف، الباحثة والصيدلانية في جامعة جنوب أستراليا في أديلايد، التي كانت تدرس طرقًا لتقليل تأثير الإفراط في الأدوية عند كبار السن خلال العقد الماضي. «كيف يمكننا جعل عدم وصف الدواء جزءًا من الممارسة المنتظمة للمهنة؟».