هل سينهي تصنيع بروتين
جديد
كابوس الحروب بالأسلحة الكيميائية؟
أ. هاجر محمد – كيمياء – جامعة الإسكندرية – مصر
كثيرًا ما كانت الأسلحة الكيميائية جُرمًا فظيعًا في حق الإنسانية، ذلك لما تلحقه من أضرار جسيمة لصحة الإنسان. لعل الأملَ موجودٌ في تصنيع بروتين جديد قادرٍ على الكشف عن المادة البيولوجية السامة، وكبح جماح أسلحة الدمار الشامل للأبد. نكتشف، عزيزي القارئ، ذلك في السطور التالية:

عوامل الأعصاب للأسلحة الكيميائية
يُعد عامل الأعصاب مكونًا أساسيًا في تصنيع الأسلحة البيولوجية؛ إذ إنه يتكون من مواد كيميائية تسبب خللًا في الجهاز العصبي. تتعدد أنواع غاز الأعصاب، مثل:
- السارين (Sarin)
- السومان (Soman)
- الفي إكس (VX)
في إكس (VX) غاز الموت
تصنف الأمم المتحدة عامل الأعصاب في إكس (VX)، «حمض إيثيل ميثيل فوسفونوثيويك»، كسلاح دمار شامل، إذ إنه يستخدم في الحروب الكيميائية ويماثل تأثيره تأثير المبيدات الحشرية، مثل: الفوسفات العضوية (Organophosphates)، لكنه أكثر سُمية، وأسرع تأثيرًا. يتميز مركب في إكس (VX) بعدة خصائص كيميائية، مثل:
- عديم الرائحة
- عديم الطعم
- سائل زيتي
- كهرماني اللون
- بطيء التبخر
يهاجم عامل الأعصاب في إكس (VX) الجهاز العصبي للشخص، ويسبب شللًا للعضلات، ومن ثَّم الاختناق، والموت. تتعدد طرق انتشاره تبعًا للحالة الكيميائية، مثل:
- الحالة السائلة: يسبب إطلاق مركب في إكس تلوث الماء، بسبب إنتاج مركبات سامة عند إطلاقه على هيئة رذاذ سائل.
- الحالة الغازية: يمكن أن يلوث المنتجات الزراعية عند إطلاقه على هيئة بخار، خاصةً في درجات حرارة المرتفعة.
الأعراض الجانبية بعد التعرض لغاز الموت
قد لا يدرك الشخص تعرضه للتسمم من غاز الأعصاب أثناء البلع، أو الاستنشاق، أو عبر الجلد، حيث تظهر الأعراض بعد مرور ثوان، أو ساعات، ذلك إذا كانت نسبة التعرض خفيفة، وتشمل الآتي: •ارتفاع ضغط الدم، أو انخفاضها بصورة غير طبيعية
- تشوش الرؤية
- الإسهال
- ضيق التنفس
- السعال
- التعرق المفرط
- النعاس
- لام البطن
- الغثيان
- القيء
- زيادة معدل ضربات القلب، أو انخفاضها
- الصداع
- زيادة التبول
- سرعة التنفس
- الضعف العام

كذلك التعرض إلى نسبة عالية من غاز الموت قادرًا على التسبب في الآتي:
- التشنجات
- فقدان الوعي
- الشلل
- فشل الجهاز التنفسي، ومن ثم الوفاة
قد يتعافى الشخص مع مرور الوقت، ذلك بشرط أن تكون نسبة التعرض تتراوح من خفيفة إلى متوسطة، لكن الموت مؤكد عند التعرض لنسبة مرتفعة منه.

نصائح قد تنقذ الحياة بعد التعرض لغاز الدمار
- ترك المنطقة الملوثة بالغاز سريعًا، والتحرك إلى مكان به هواء نظيف
- يُعد الصعود إلى أعلى مكان حلًا فاعلًا؛ إذ إن غاز السام أثقل من الهواء مما يجعله يتركز في الأماكن المنخفضة
- خلع الملابس سريعًا والتخلص منها عند التعرض للغاز، وغسل الجسم كاملًا بالماء والصابون إلى أن تتلقى الرعاية الطبية
- يمكن علاج الشخص بعد التعرض للغاز السام عبر الترياق في أقرب وقت ممكن
اكتشاف بروتين جديد يكشف عن عامل الأعصاب في إكس (VX) سريعًا
نجح العلماء في تصنيع نوعٍ معينٍ من البروتين قادرٍ على استشعار جزيئات عامل الأعصاب المدمر في إكس (VX). صُمم البروتين باستخدام أجهزة كمبيوتر ذات سرعات عالية في مختبرات «روتجرز» للتقنية الحيوية، والطب المتقدم. تكمن آلية عمل المستشعر الحيوي في تصميم تجويف داخل البروتين مطابقٍ للتركيب الكيميائي لعامل الأعصاب في إكس (VX) شكلاً ومضمونًا. أنتج علماء جامعة نيويورك نسخة حقيقية من تصميم البروتين المصمم في مختبر «روتجرز»، ونُقلت إلى معسكر على الجليد في مدينة «كانساس» بولاية «ميسوري».

صرّحت «ناندا» عالمة الكيمياء الحيوية، والبيولوجيا الجزيئية، قائلةً: «إن البروتين نجح في جذب غاز الأعصاب في إكس (VX) بجدارة في مدة 24 ساعة». يعد التغير الجذري هي الإشارة المحتمل اقترانها بجهاز الاستشعار، ويتميز البروتين بأن حساسيته أعلى 1000 مرة من التقنيات الموجودة حاليًا. تختم «ناندا» كلامها مؤكدةً على قدرة البروتين على كشف غاز الأعصاب في إكس (VX) دون أي أخطاء. ذلك عكس أجهزة الاستشعار التي تعطي إشارات خاطئة عند اقترانها بمواد كيميائية مشابهة، مثل: المبيدات الحشرية.
ختامًا، وداعًا للحروب الكيميائية، وأسلحة الدمار الشامل التي جردت المجتمع من الإنسانية، ونشرت الرعب في قلوب البشر. فنجاح تصنيع بروتين جديد سببٌ لنشر السلام. أهلًا بالأمل من جديد.