هل يمكن إعادة الحيوانات

المنقرضة إلى الحياة

أ. حمدان العجمي | صيدلة- مدينة الملك سعود الطبية- السعودية

كيف نعيد الكائنات المنقرضة إلى الحياة؟ يحاجج كثير من العلماء بأن هناك طريقة نظرية عبر استخدام الحيوان الحي الأقرب له ثم تعديل جيناته لتماثل الكائن المنقرض، فمثلًا لو أردنا إعادة الماموث فعلينا العمل على الفيلة وتعديل جيناتها، ولكن يجب علينا معرفة التسلسل الجيني الكامل للماموث قبل أي شيء.

ولوضع هذه النظرية محل الاختبار، قام العالم ثوماس جيلبيرت (Thomas Gilbert) وهو متخصص في علم الوراثة التطوري بجامعة كوبنهاغن في الدنمارك بعمل تجربة لتحويل الفأر النرويجي إلى فأر جزيرة كريسماس الأسترالي والذي انقرض عام 1908 في غرب استراليا.

وقد اكتشف الباحثون أن هذا الأمر مستحيل؛ لأن الحمض النووي لهذا الحيوان المنقرض موجود على شكل أجزاء متناثرة في العينات المحفوظة وليس بشكله الكامل، وحاول العالم تجميع هذه الأجزاء لتكوين صورة كاملة، ولكن لايزال 5% من الجينوم مفقودًا، وقد نُشر هذا البحث في مجلة الأحياء الآن (Current Biology).

يبلغ عدد الجينات المفقود من فأر كريسماس حوالي 2500 جين، وهذا يعطي فكرة أنه لا يمكن القضاء على الانقراض إلا بالحفاظ على التنوع الحيوي الموجود، فالبحث يؤكد على أن الانقراض طريق باتجاه واحد. فعلى سبيل المثال يبلغ الاختلاف بين الإنسان والشمبانزي 1% من حجم الجينوم الكامل؛ لذلك تعد النسب الأعلى ضخمة وستنتج حيوانًا آخر يختلف عن الحيوان المنقرض، ويطرح البحث كثيرًا من الأسئلة والأفكار والافتراضات والتنبؤات المستقبلية بشأن تحسين عملية التسلسل الجينومي ودورها في القضاء على الانقراض.

وينتهي البحث بأن عودة هذه الحيوانات بعد الانقراض يبدو مستحيلًا، وحتى لو عادت فربما لا تقدر على التواؤم مع البيئات الموجودة الآن وسينتهي بها المطاف إلى الانقراض مرة أخرى، ويجادل البحث بأن تكلفة الحفاظ على التنوع البيئي الحالي أقل من إعادة الحيوانات المنقرضة بأضعاف مضاعفة. 

Share This