النفايات الفضائية
خطر جديد يهدد العالم

طارق‭ ‬راشد‭ – ‬باحث‭ ‬وإعلامي – 21 يونيو 2021م

كتب أندرياس كلوث Andreas Kluth رئيس تحرير صحيفة «هاندلسبلات غلوبال» Handelsblatt Global الألمانية الاقتصادية في صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان «النفايات الفضائية مشكلة جديدة تحوم في الأفق»، مشيرًا إلى ظاهرة جديدة تهدد العالم، فقال: «تزدحم المدارات الفضائية خارج الغلاف الجوي بالكثير من الأقمار الصناعية لمختلف الدول، وبات الأمر خطيراً للغاية. وأعني بذلك الفضاء الخارجي وليس مجرد مجرات الفضاء السحيق التي يهتم بها رواد الفضاء أو كُتاب روايات الخيال العلمي، وإنما هي المدارات الأقرب إلى غلافنا الجوي، حيث تنتشر وتتناثر الأقمار الصناعية خاصتنا.

عندما تنتهي صلاحية هذه الأقمار الصناعية بالتعطل أو التحطم في الفضاء، فإن حطامها ونفاياتها تخلق أحزمة من الحطام الفضائي، وتعترض طريق الكثير من الأقمار الصناعية الأخرى العاملة في الفضاء، فضلاً عن اعتراض مسار الصواريخ الفضائية وغيرها من المركبات الأخرى المسافرة في الفضاء. ومن شأن ذلك أن يشكل كارثة كبيرة، ربما تسفر عن تعطيل الكثير من أدوات الحياة الحديثة المعاصرة. وربما ينتهي الأمر بنشوب حرب في مكان ما على سطح الأرض».

وأكدت مجلة ساينتفيك أمريكان Scientific American أو للعلم (حسب الترجمة العربية) في تقرير لها من الظاهرة ذاتها، جاء بعنوان «عملية إزالة النفايات الفضائية لا تمضي بسلاسة»، ومما ورد فيه: بعد مرور العديد من العقود على تراكم النفايات عالية السرعة في صورة مخلفات مراحل إطلاق الصواريخ، والبراغي الطائشة ورقائق الطلاء، والركام الصلب لمحركات الصواريخ، والأقمار الصناعية منتهية الصلاحية أو التي توشك صلاحيتها على الانتهاء، والشظايا المتناثرة من جَرَّاء اختبارات مضادات الأقمار الصناعية -وجميعها نفايات قد يتسبب كل نوع منها منفردًا في إتلاف أصول أخرى أو تدميرها- أصبح المدار الأرضي المنخفض في النهاية على شفا الاختناق، وتتجه هذه المشكلة الآن نحو الأسوأ بسبب ظهور الأقمار الصناعية من نوعية «الأبراج الضخمة»، والتي تتطلب آلاف المركبات الفضائية، مثل أقمار «ستارلينك» التي تصنعها شركة سبيس إكس، والتي توفر شبكة إنترنت واسعة النطاق، وليست أقمار «ستارلينك» إلا مشروعًا واحدًا من ضمن مشاريع عديدة مماثلة».

وحذرت إيكاتريني كافادا Ekaterini Kavvada المديرة العامة لـ«الصناعة الدفاعية والفضاء» في المفوضية الأوروبية، من أن هذه النفايات الفضائية ليست «تهديداً نظرياً، بل حقيقة واقعة» مثل التهديد الذي تشكله الجزر البلاستيكية العائمة في محيطات الأرض. وأضافت أن الحطام قد يؤدي إلى أضرار للأقمار الصناعية الأوروبية والأقمار الصناعية الأخرى النشطة، مضيفة أنه «إذا لم نتفاعل بطريقة آمنة وفي الوقت المناسب مع هذه المشكلة، فإن العواقب ستكون (ضارة)».

وخلال حديثها في «مؤتمر الفضاء الأوروبي الثالث عشر»، حسب «الشرق الأوسط»، قالت كافادا: «أصبح الحطام الفضائي المداري الجزيرة البلاستيكية المنجرفة الجديدة – إذا اضطررت إلى إجراء المقارنة – إنها تشكل تهديداً يلوح في الأفق على سلامة وأمن حركة المرور واستدامة الفضاء».

Share This