بسم الله الرحمن الرحيم
أُرحِّبُ بقرَّاء الذين يمنحوننا مزيدًا من الثقة لتقديم الجديد والمتميِّز في عوالِم الطب والعلوم، كما أنَّ تواصلَ الباحثين والعلماء، وتفضُلَهم بالإسهام في أعداد المجلَّة يمثِّلان لنا مصدرَ فخرٍ واعتزاز.
اختِير في هذا العدد موضوعٌ يشغَلُ ساحةَ العِلمِ، لدخولِهِ حياةَ النَّاس، وارتباطِهِ بعوالمَ مختلفةٍ من مجالات البحث العلمي. لقد أخذتْ تقنيّةُ النانو اهتمامًا متزايدًا في نهاية القرن العشرين، وهي تقنيةٌ تعتمد على مجالات الفيزياء، والكيمياء، والأحياء، والصيدلة، والهندسة بأنواعها. وأشار بعضُ الدراسات المبكرة إلى أنَّ لتقنيّة النانو مستقبلًا عظيمًا في المجالات الطبيّة، والعسكريّة، والمعلوماتيّة، والزراعيّة، وغيرها. نحن أمام تقنيةٍ تتسمُ بشمول ارتباطها بكثيرٍ من العلوم والمعارف، والمهتَّمون بتقنيّة النانو في أيِّ مجالٍ يعملون، ويظلُّون بحاجةٍ إلى المتخصِّصين في المجالات المختلفة الأخرى؛ لأنَّ تقنيَّةَ النانو تتعاملُ مع تراكيبَ متعدّدةٍ من المواد.
في هذا العدد من خُصّصَ الجزءُ الأكبرُ من الصفحات للحديث عن تقنيّة النانو من ناحية بدء تاريخها وتطوّرها، وأهمِّ المجالات التي أسهمتْ في تقدُّمها. ولم تكتفِ المقالات بالجانب النظري، بل ركَّزت كثيرًا في الجانب التطبيقي، وهو الأكثرُ أهميةً لغير المتخصِّصين، الذين يتطلَّعون إلى مزيدٍ من تقدُّم العلوم والمعارف. وموضوعٌ حيويٌّ مثل هذا من الصَّعب جدًّا الإلمامُ بتفاصيلِهِ كلِّها في عددٍ واحدٍ، لكنَّها محاولةٌ للتعريف به في هذه الصفحات، وموقعُ المجلَّة يحوي كثيرًا من المعلومات الإضافيةّ. والأعدادُ المقبلةُ ستنشر، بالتأكيد، كلَّ جديدٍ حول هذا الموضوع الحيويّ المهمّ.
يأتي من ضمن اهتمامات إبرازُ دور العلماء العرب والمسلمين في مجالات العلوم المختلفة بموضوعيّةٍ وحياديّةٍ، بما يوضِّحُ مكانةَ الحضارة العربيّة الإسلاميّة، ورفدَها الحضارةَ الإنسانيّةَ. ونأملُ من الباحثين الأفاضلَ الإسهامَ في هذا الجانب، إضافةً إلى ما نُشِرِ ويُنشَرُ في هذا الموضوع.
أخيرًا.. خالصَ الشُّكرِ والتقدير لرئيس التحرير الزميل الدكتور عبد الله الحاج، الذي كان معنا خلال الأعداد الماضيّة، وأسهمَ بجهدٍ كبيرٍ في رسم طريق المجلَّة، لكنَّه آثرَ التوقُّفَ عن مباشرةِ التحريرِ مستقبلًا، لارتباطاتٍ علميّةٍ أخرى. غير أنه سيبقى على صلةٍ وثيقةٍ بالمجلَّة عبر ما سيقدِّمُه من مشُوراتٍ وموضوعاتٍ علميّة.
للزميل الدكتور عبد الله الحاج كلّ الامتنانِ، ولبقية الزملاء في التحرير خالص التقدير على جهودهم، والعمل على إخراج أعدادٍ متميّزةٍ لقرَّائنا الأعزاء، والله الموفِّق.
المشرف العام