جزيئات في الشاي
قد تكون دواءً محتملًا لعلاج الزهايمر
أ. حمدان العجمي | صيدلة- مدينة الملك سعود الطبية- السعودية
في بحث عملي نشر مؤخرًا في مجلة نيتشر كومينيكيشن (Nature Communication) بتمويل من معهد الشيخوخة التابع لمعهد هوارد هيوز الطبي، وجد باحثون أن جزيئًا في الشاي أطلق عليه اسم (EGCG) أظهر نتائج واعدة لتكسير أجسام تاو التي يعتقد بأنها المسبب الرئيس للزهايمر، وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف. حيث اختبر العلماء في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس هذا الجزيء وقدرته على تكسير التشابك البروتيني في الدماغ، والذي يهاجم الخلايا العصبية ويتلفها، مما يسبب في موتها وقاد البحث أستاذ الكيمياء الحيوية ديفيد أيزنبرغ (David Eisenberg) الذي تمكن من تفكيك هذه الألياف عبر جزيئات الشاي، ولكن المشكلة الرئيسة تكمن في إيصال هذا الجزيء إلى الدماغ، والذي شكل تحديًا للعديد من الأدوية.
أجريت التجربة على أدمغة أشخاص ماتوا من مرض الزهايمر واحتضنوا هذه الأدمغة لفترات متفاوتة مع جزيء الشاي، في غضون ثلاث ساعات، اختفت نصف الألياف المسببة للمرض، وبعد أربعة وعشرين ساعة اختفت جميع الألياف، حيث قطعتها إلى أجزاء غير ضارة، وبالإمكان التعامل معها، لكن البحث لم يتوقف هنا، حيث حدد الباحثون المواقع التي يرتبط فيها جزيء الشاي مع ألياف تاو، ثم أجروا عليها محاكاة حاسوبية على مكتبة ضخمة للجزيئات ليعرفوا الجزيئات المشابهة التي بالإمكان أن تؤدي عمل جزيء الشاي، والمفاجأة كانت بتحديد ستة جزيئات لها القدرة على تكسير ألياف تاو، والتي ستعمل كجزيئات مرشحة للعمل كأدوية يمكن تطويرها لعلاج مرض الزهايمر. من أبرز هذه الجزيئات هو جزيء أطلق عليه اسم (CNS-1)، الذي فيما يبدو عمل على تفكيك ألياف تاو ومنع انتشارها من خلية دماغية إلى أخرى، وهو المرشح الأكبر كدواء.
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور ديفيد آيزنبرغ حاصل على البكالوريوس في الكيمياء الحيوية من جامعة هارفارد، وأكمل دراسة الدكتوراه في أكسفورد وتخصص في دراسة الفيزياء الحيوية وطرق تفاعل البروتينات مع بعضها.