انخفاض عدد المزارع
إلى النصف بحلول 2100م
أ. حمدان العجمي – الصيدلة – مدينة الملك سعود الطبية – السعودية
توقعت دراسة نُشِرت في مجلة نيتشر (Nature)، أن عدد المزارع في العالم سينخفض إلى النصف بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، بينما ستتضاعف مساحة حجم المزارع الحالية لأسباب عديدة، وهي أول دراسة تتبع عدد المزارع وحجمها من عام 1960 وحتى عام 2100. تَصدَّر لنشر الدراسة عالمة الدراسات البيئة زيا محربي وهي أستاذ مساعد في جامعة كولورادو (University of Colorado Boulder) في الولايات المتحدة الأمريكية. وتذكر الباحثة بأن حجم المزارع وعددها مرتبط بنتائج بيئة واجتماعية واقتصادية، حيث ستنخفض المجتمعات الريفية المعتمدة على الزراعة في أفريقيا وآسيا، وقيمت الدراسة بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة حول المساحة الزراعية، ونصيب الفرد لدى سكان الريف أكثر من 180 دولة، منذ عام 1960، ثم توقع اتجاه الأرقام وصولًا إلى عام 2100، وأظهر التحليل بأن عدد المزارع سينخفض من 616 مليون مزرعة في عام 2020 إلى 272 مليون مزرعة في عام 2100، ويُعزى السبب الرئيس لزيادة نسبة سكان المناطق الحضرية على حساب المناطق الريفية.
وتشير الدراسة إلى أن انخفاض عدد المزارع قد بدأ في الولايات المتحدة وغرب أوروبا منذ عقود، حيث إن الاتجاه القائم هو توحيد المزارع في هذه المجتمعات، وهذا ما يسبب تهديدًا حقيقيًا للتنوع البيولوجي ويهدد إمدادات الغذاء العالمية، ويعني نقصًا في عدد المزارعين الذين يحملون معرفة إنسانية قيّمة تعود إلى أجيال سابقة ويتم استبدالهم بمعرفة تكنولوجية جديدة وآلات. إذا حدث ضرر لمزرعة فمن المحتمل ألا يصل الضرر مزرعة أخرى، ولكن إذا تم تقليل العدد وزيادة المساحة، فإن تأثير الصدمات سيكون محفوفًا بالمخاطر. وتوضح الدراسة جوانب إيجابية لتحول ملكية المزارع الفردية إلى الشركات الكبرى، فهذه الشركات لديها قدرة على تحسين الإنتاجية ونظم الإدارة مع زيادة الفرص الاقتصادية للناس. إن هناك حاجة ماسة تضمن حفظ التنوع البيولوجي، والحفاظ على المرونة، والمعرفة الآلية، وتوفير حوافز لتحسين الاقتصاد الريفي في البلدان، وهو هدف استراتيجي للأمن الغذائي.