أبحاث جديدة عن تأثير
السلوك
في التطور
أ. حمدان العجمي – الصيدلة – مدينة الملك سعود الطبية – السعودية
نشرت عالمة الأحياء التطورية مارثا مونيوز مع أحد طلابها بحثًا قد يلقي الضوء على عوامل جديدة تؤثر في تطور الأنواع؛ ألا وهو السلوك، حيث يشير البحث المنشور في مجلة الأحياء التكاملية إلى دلائل جديدة تظهر بشكل واضح أثر السلوك الذي يتخذه الحيوان في تطوره أثناء دراسة حيوان السلمندر الأمريكي في جبال سموكي بولاية نورث كارولينا، حيث يشير البحث عن المسار التطوري للكائنات الحية عبر تتبع سلوكها، وأن هذا السلوك قد يسرع أو يبطئ عملية تطور السمات الفسيولوجية للكائن. ويحاول البحث فك لغز تنوع السلمندر الموجود في بيئات متشابهة، وكان الباحثون يعتقدون أن تراكم الطفرات هو المسبب الرئيس الذي أدى إلى تنوع السلمندر، ولكن مونيوز كان لها تصور آخر: ماذا لو أن الاختلافات السلوكية أدت إلى اختلافات فسيولوجية وأنواع مميزة لكل منها.
درست العالمة هذه الحيوانات عبر جمع الملاحظات، وسجلوا بعناية درجة الحرارة والرطوبة في كل مكان شوهد السلمندر، والأماكن القريبة المحيطة، ولاحظوا أن كل نوع لديه مجموعة محددة من درجات الحرارة والرطوبة المناسبتين للعيش، فالسلمندر لا يملك رئة، ويتنفس عن طريق الجلد؛ ولذلك نجد له سلوكًا مميزًا بين الحيوانات قد يتخذه ويؤدي إلى تطوره الحيوي، ففي الدراسة على 26 نوع من السلمندر، وثقت العالمة أن كل نوع يفضل درجة حرارة ورطوبة معينة، فإذا كان الجو رطبًا سيكونون أكثر نشاطًا، وإذا كان الجو جافًا سيبحثون عن الظل قدر الإمكان لتجنب الموت، وإنها تأمل، عبر دراسة هذه الأنواع، معرفة إذا كانت تفضيلات معينة تؤدي إلى تكوين أنواع جديدة من السلمندر، وحتى الآن وجدت أن صفة فقدان المياه من الجلد هي صفة تتطور بسرعة في السلمندر، وتفضل الأنواع الأقل تحملًا لفقدان المياه البيئات الأكثر رطوبة. تعمل الدكتورة مارثا في جامعة ييل في قسم البيئة والأحياء التطورية، وقد نالت هذه الوظيفة عام 2019 بعد حصولها على شهادة الدكتوراه من جامعة هارفارد، ودرجة ما بعد الدكتوراه من جامعة ديوك.