أدوات جديدة للتغلب

على أعراض أدوية السرطان

أ. حمدان العجمي – الصيدلة – مدينة الملك سعود الطبية – السعودية

قبل عقد من الزمان لم تكن بعض حالات مرضى السرطان قابلة للعلاج؛ ولكن مع العلاجات المناعية الجديدة المعروفة باسم مثبطات نقاط التفتيش المناعية، أصبح للأطباء خيارات أكثر في علاج أنواع السرطان الصعبة، وتزايدت نسب الشفاء حتى في الحالات التي كانت ميؤوسًا منها قبل سنوات، إلا أن المشكلة الوحيدة لهذه العلاجات هي الأعراض الجانبية.

وقد نشر أطباء في مستشفى ماساتشوستس -قبل أشهر- بحثًا في مجلة (NEJM) عن مريض بالسرطان تُعد حالته قصة نجاح عبر محو سرطان الجلد المتقدم، فقد تحسن باستخدام العلاجات المناعية، ولكن وافته المنية من الأعراض الجانبية بعد أشهر من استخدام الدواء، إذ إن الأدوية كانت تجعل الجهاز المناعي مفرطًا في نشاطه، مما أدى إلى إحداث فوضى في الجسم.

أسست المستشفى على إثر ذلك مركزًا بحثيًا لدراسة مضاعفات العلاج المناعي، عبر دراسات إكلينيكية واستخدام الخوارزميات لمحاولة التنبؤ بمن هو في خطر، حيث تشير الدراسات إلى أن 40 ٪ ممن يتناولون الأدوية المناعية يصابون بأعراض جانبية ذات صبغة خاصة وقد تكون قاتلة؛ وأحد أبرز هذه الأعراض التهاب عضلة القلب.

في محاولة للتغلب على المشكلة يتناول المرضى الستيرويدات (Steroids)، وهو عقار يقلل الأعراض الجانبية، ولكنه يقلل فعالية الأدوية كذلك. وخلال شهر سبتمبر الماضي تم البدء في العديد من الأبحاث حول استخدام دواء أباتاسيبت (Abatacept) كأداة لحل المشكلة وتقليل الأعراض الجانبية القاتلة لهذه الأدوية، عبر مجموعة بحثية من أطباء مستشفى ماساتشوستس، وتم تسجيلها على موقع الأبحاث السريرية الأمريكي.

وعلى الجانب الآخر، هناك جهود لأطباء آخرين يحاولون وضع خوارزميات تتنبأ باحتمالية ظهور الأعراض الجانبية على المرضى في حال أخذ أدوية السرطان المناعية، إذ نُشر بحث في مجلة نيتشر (Nature) عن هذا الموضوع في شهر فبراير الماضي، حيث تتبع الأطباء في البحث المنشور معلومات لخمسة آلاف مريض، ومن المتوقع أن استمرار الأبحاث الجديدة في هذا الموضوع ستعطي الأدوية الجديدة مأمونية عالية يرغب فيها الأطباء والمرضى، وتسمح بتجريب أدوية المناعة على عدد أكبر من المرضى

Share This