استخدام بكتيريا الجبن

المعدلة وراثيًا

للشفاء من الجروح المزمنة

أ.ندى زهر تمريض – كلية الاقليم للتمريض – لبنان

يعد التئام الجروح لدى الأشخاص الأصحاء عملية طبيعية دقيقة للغاية. ومع ذلك، فإن أوجه القصور في هذه العملية تؤدي إلى ما يقرب من 40 مليون مصاب بجروح مزمنة في جميع أنحاء العالم! ووصولهم إلى نسب وبائية؛ مما يتسبب في عبء اقتصادي هائل على أنظمة الرعاية الصحية، وفي نهاية المطاف، على اقتصاد البلاد. في الواقع، وُصفت الجروح المزمنة أنها تؤثر في جودة الحياة بشكل كبير مثل أمراض القلب والكلى. علاوة على ذلك، فإن معدل وفيات بعض المرضى الذين يعانون من جروح مزمنة يفوق في الوقت الحاضر معدل وفيات مرضى السرطان. 

الجروح المزمنة هي الجروح التي تستغرق أكثر من 8 أسابيع للشفاء على الرغم من العلاجات المحلية والعامة، التي تشمل متلازمة القدم السكرية، التقرحات السريرية، الحروق على أنواعها، لسعات الصقيع، جروح العمليات الجراحية، التقرحات الناجمة عن علاج مرض السرطان بالأشعة، الجروح المناعية والدموية، تقيح الجلد الغرغريني، والجروح المصحوبة بتشوهات الأوعية الدموية الخلقية. ويعد التعافي البطيء لتلك الجروح وصعوبة توفير العلاج المناسب لها من التحديات الكبيرة للطب الحديث. وتجدر الإشارة إلى أن إحدى الطرق الجديدة لعلاج الجروح المزمنة هي بكتيريا (Lactococcus Lactis)، التي صُممت لإنتاج بروتينات شفاء للجلد ويمكن أن تكون مفيدة في علاج قرحة السكري. صُممت هذه البكتيريا التي تصنع الجبن لإنتاج بروتينات إصلاح الجلد التي بينت تحفيز التئام الجروح لدى الفئران. وحيث تجري الآن تجربة سريرية لمعرفة ما إذا كان بإمكانها المساعدة في التئام الجروح المزمنة التي يمكن أن تتطور لدى مرضى السكري عند البشر.

يتكون علاج الجروح المزمنة من الطرق التالية:

  1.  تشخيص الجروح. -2 علاج المرض الرئيس (مثل السيطرة الأيضية لمرضى السكري،
  2. والوقاية من القصور الوريدي المزمن (Peripheral Artery Disease)، وإبطاء تطور تصلب الشرايين(Atherosclerosis)، مع وقف الأدوية التي تمنع التئام الجروح. وتشمل تلك العلاجات:
    • العلاج المحافظ (Conservative Therapy)، العلاج بالضغط (Compression Therapy)، العلاج بالليزر كما وتجنب عوامل الخطر وتثقيف المريض.
    • العلاج الدوائي، مثل، العلاج بمضادات الالتهابات، العلاج المسكن، العلاج المضاد للتخثر؛ أو العلاج الغازي (Ozone Therapy)، إضافة إلى استئصال الخثرة (Thrombectomy)، والقضاء على الارتجاع الوريدي (Arterial Regurgitation).
  3. استبعاد العوامل الأخرى التي تمنع عمليات الشفاء.
  4. العلاج الموضعي حيث يشمل: الإزالة الميكانيكية للأنسجة الميتة (Mechanical Debridement) وإزالة للأنسجة الميتة بالأنزيمات (Enzymatic D2ebridement).
    • في بعض حالات العدوى استخدام المضادات الحيوية.
    • وضع الضمادات النشطة بيولوجيا وترقيع الجلد والعضلات.

في علاج قرحة السكري. صُممت هذه البكتيريا التي تصنع الجبن لإنتاج بروتينات إصلاح الجلد التي بينت تحفيز التئام الجروح لدى الفئران. وحيث تجري الآن تجربة سريرية لمعرفة ما إذا كان بإمكانها المساعدة في التئام الجروح المزمنة التي يمكن أن تتطور لدى مرضى السكري عند البشر. وإذ يعاني أكثر من 6 ملايين شخص في أوروبا من جروح صعبة ومزمنة مرتبطة بمرض السكري قد تؤدي إلى بتر الأطراف، فإن تلبية الاحتياجات الطبية الكبيرة لهذه المجموعة أدت إلى تطوير مبادرة أوروبية، علاجًا مبتكرًا، يعتمد على بكتيريا حمض اللاكتيك المعدلة وراثيًا. يتضمن التئام الجروح تجنيد خلايا مناعية محددة في مكان الجرح حيث تبدأ عملية إصلاح الأنسجة، الأمر الذي يفتقده مرضى السكري حيث يظهرون قدرة شفاء منخفضة مع زيادة قابلية للإصابة بالجروح مما يؤدي إلى انخفاض في متوسط العمر المتوقع، الأمر الذي دعا إلى مثل هذه الإستراتيجيات المبتكرة.

وقد طور هذا المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي دواءً بيولوجيًا يُنتجَّ في موقع الجرح الفعلي ببكتيريا حمض اللاكتيك التي تعمل بوصفها مفاعلات حيوية صغيرة. يخدع هذا النهج الجسم في التفكير في أن الجرح أكبر بكثير؛ فيسرع عملية الشفاء. اختار الباحثون مادة كيموكين (CXCL12) الكيميائية المعروفة بدورها في عملية التجدد. ومع ذلك، نظرًا لقصر فعالية مادة كيموكين، قرر الباحثون إنتاج كيموكين بشري بشكل مستمر في مكان الجرح عن طريق بكتيريا حمض اللاكتيك الحية المعدلة وراثيًا. تُحيا البكتيريا مباشرة قبل وضعها على الجرح عن طريق إضافة كمية صغيرة من محلول مفعل (Buffer Solution). أسفرت هذه الدراسة عن نتائج جيدة جدًا في مجال السلامة والفعالية، مع تسريع الشفاء وتقليل الندبات. وتشير نتائج أولية على متطوعين أصحاء إلى سلامة الدواء. من جهة أخرى يمكن استغلال البروتينات العلاجية البشرية الأخرى التي تشارك داخليًا في تجديد الأنسجة عبر الامتثال للوائح تطوير الأدوية الخاصة بجمعية الأدوية الفيدرالية. وتعد هذه الأنشطة ذات أهمية قصوى لتقديم هذا الجيل القادم من الأدوية البيولوجية للمرضى بسرعة.

Share This