البناء الحيوي

 لجسيمات النانو من مستخلص النبات

أ. أمل الثبيتي – علم اكتشاف الأدوية وتطويره – مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية – السعودية

أثبتت نتائج البحث الذي تم نشره في المجلة الدولية لطب النانو عام 2021 بواسطة الدكتور Sandhanasamy Devanesam والدكتور محمد الصالحي من قسم الفيزياء والفضاء في جامعة الملك سعود، إمكانية التخليق الحيوي لجسيمات الفضة النانوية بواسطة مستخلص نبتة (Abelmoschus esculentus L)، والمعروفة باسم البامية في منطقة الشرق الأوسط. يُعد التخليق الحيوي لجسيمات الفضة النانوية من مستخلصات أجزاء النباتات (الجذور، البذور، الأوراق، الثمار) أكثر أهمية من استخدام أدوات حيوية أخرى، مثل منتجات الحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، لذلك أعطِي الأولوية. يوجد العديد من الأبحاث التي أثبتت فعالية النباتات الطبية في التخليق الحيوي لجسيمات النانو، منها على سبيل المثال لا الحصر: تخليق جسيمات الذهب و الفضة و أكسيد الزنك النانوية من مستخلص نبات ( Rhanterium epapposum) المعروف بنبات العرفج المضاد للفطريات وبعض الخلايا السرطانية. ونجاح تخليق جسيمات أكسيد الكادميوم النانوية من (Ablemoschus esculentus L) ، وتأثيرها المضاد لبعض الكائنات الحية الدقيقة. 

من الجدير بالذكر أن استخدام النبات في التخليق الحيوي لجسيمات النانو مقارنة بالتخليق الفيزيائي والكيميائي يحتوي على عدة مميزات: أهمها فعالية أعلى مضادة للأكسدة ولبعض الخلايا السرطانية والبكتيريا الموجبة والسالبة الجرام، ويُعد أيضًا آمنًا بيئيًا وسهلًا وسريعًا وأقل طاقة ويُنتِج جسيمات عالية التأثير. وتعود أهمية المواد النانوية إلى مدى حجمها، فبسبب تناهي صغرها (نانوميتر) يسهل تماسها بالأجسام الأخرى. استنتج الباحثان من خلال دراستهم للتخليق الحيوي لجسيمات الفضة النانوية باستخدام نبات البامية، أن محتوى النبتة من المركبات العضوية مثل الفينول والكيتونات والأحماض الأمينية والمعادن المتعددة قد يكون المسؤول عن نجاح هذا التخليق، حيث إنها تعتبر عوامل ثبات واختزال تساعد في تكوين هذه الجسيمات الفضية من أيون الفضة. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك هذه الجسيمات خواصًا مميزة ومختلفة عن المعادن التي تكوّنت منها، مثل الحجم والشكل، والتي تلعب دورًا مهمًا في إحداث التأثير المضاد للميكروبات والخلايا السرطانية. تم تلخيص أهمية نتائج التجارب التي توصلوا لها في أن استخدام جسيمات الفضة النانوية المصنعة في هذه الدراسة قد يسهم في تطوير المضادات الحيوية في المستقبل.

Share This