أ. حمدان العجمي – الصيدلة – مدينة الملك سعود الطبية – السعودية

في مجلة نيتشر المختصة بالتغير المناخي (Nature Climate Change)، نشر باحثون مقالًا عن الأعاصير المدمرة والنادرة التي ستضرب المناطق الساحلية في تتابع سريع وبشكل متكرر مرة كل ثلاث سنوات، وأوضح المقال أن الأحداث النادرة ستصبح أحداثًا معتادة مع تقدم القرن الحالي، وسيكون ذلك مصحوبًا بارتفاع مستويات سطح البحر. وقد أجرى البحث مجموعة من الباحثين يتقدمهم دازي شي (Dazhi Xi)، وهو الباحث الرئيس وطالب في الهندسة المدنية والبيئية في جامعة برنستون (Princeton University).

ويتساءل الباحثون عن حدوث أعاصير متسلسلة في سواحل القارة الأمريكية بشكل متتابع وفي السنة نفسها، حيث أظهرت الدراسة أن المحاكاة الحاسوبية لتحديد التغيير في احتمالية حدوث عواصف مدمرة تضرب المنطقة نفسها قد تزيد في حال وجود مناخ مستقبلي فيه انبعاثات كربونية أعلى. وتعزز هذه الدراسة الإجماع العلمي بأن التغير المناخي سيزيد من شدة الأعاصير في القرن المقبل، وأظهر النموذج المتبع في البحث العلمي أن هناك احتمالية كبرى لزيادة شدة الإعصار وتكوين عواصف متسلسلة تضرب المنطقة نفسها على فترات متقاربة. وتشير الورقة إلى أن ذلك سيكون مصحوبًا بزيادة هطول الأمطار وارتفاع منسوب المياه في البحر؛ مما يؤجج حجم الكارثة التي سوف يزداد خطرها على سكان المجتمعات الساحلية. فعندما تضرب العواصف بشكل متتالٍ فإن نسبة حدوث فيضانات سيكون أعلى؛ لأن التربة ستكون مشبعة بالمياه، ويقترح الباحثون أنه من المهم لمخططي البناء ومسؤولي الطوارئ التعرف على هذا التهديد، وإدخال تحسينات على خطط الطوارئ.

المصدر