الجنرال ناثان ف. توايننغ
ومشكلة
الصحن الطائر عام 1947
Eric Wojciechowski Skeptical Inquirer- March / April 2020 – ترجمة أ. ديمة أبوظهر
في عام 1947، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع تقارير عن صحون طائرة في مجالها الجوي. فهل كانت من برنامج أمريكي سري أم كانت دخيلة؟ وقّع الجنرال ناثان ف. توايننغ (Nathan F. Twining) خطابًا أكد فيه على وجود صحون طائرة ولكن أقر بعدم معرفته مصدرها. فهل وُجدت الصحون حقًا؟ في 23 سبتمبر عام 1947، وقّع الفريق ناثان ف. توايننغ في قيادة عتاد السلاح الجوي الأمريكي (AMC) على رسالة استثنائية بعنوان “رأي (AMC) فيما يتعلق بالصحون الطائرة” وأرسلها إلى عميد السلاح الجوي جورج سكولجين بطلب منه لفهم ما كان يحدث بخصوص التقارير عن “الصحون الطائرة”. الاستثنائي في الأمر هو الاستنتاج بأن الصحون الطائرة كانت “أمرًا حقيقيًا وليس تخيلًا أو تصورًا”.
في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة الأمريكية غارقة بتقارير عن طائرات أو صحون طائرة مجهولة. وكانت قد انتهت الحرب العالمية الثانية مؤخرًا، وبدأت تتصعد الحرب الباردة، وكانت قوى العالم المتبقية تطور تقنيات جديدة بسرعة للتفوق على بعضها البعض، بالأخص الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي. نتيجة لذلك، عندما بدأت تقارير عن طائرات غريبة مجهولة الهوية بالورود، كان على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتأكد من عدم وجود تهديد أجنبي. في أوائل يوليو عام 1947، بدأت شعبة مجموعات المخابرات الجوية التابعة للجيش، الموجودة في البنتاغون، التحقيق مع الملازم جورج غاريت (George Garrett) المكلف بقيادة عملية جمع المعلومات. بعد جمع العديد من تقارير الأجسام الطائرة المجهولة، جهّز الملازم غاريت، بمساعدة منسق مكتب التحقيقات الفيدرالي س. و. رينولدز، وثيقة تقديرية للوضع حيث خلصا إلى أن الأنماط في المشاهدات تشير إلى طائرات حقيقية وتساءلا ما إذا كانت الأجسام الطائرة هي تقنية سرية للولايات المتحدة الأمريكية نفسها. تم التوقيع على التقدير من قبل الرئيس الأعلى للملازم غاريت، رئيس فرع المجموعة، العقيد روبرت تايلور الثالث، وتم تمريره إلى رؤساء عسكريين آخرين للاستفسار عن أصول الصحن المراوغ.
في 23 سبتمبر عام 1947، وقّع الفريق توايننغ على رد (AMC) عن هذا الاستفسار، “رأي (AMC) فيما يتعلق بالصحون الطائرة”، ويرد فيه:
- الظاهرة حقيقية وليست تخيلًا أو تصورًا.
- هناك أجسام ربما تشابه شكل القرص، وبحجم ملحوظ يبدو أنه بحجم طائرة من صنع الإنسان.
- هناك احتمال بأن بعض الوقائع سببها ظواهر طبيعية، كالشهب.
- ن خصائص التشغيل المبلغ عنها مثل معدلات التسلق القصوى، والقدرة على المناورة، خاصة في التدحرج، والحركة التي يجب اعتبارها مراوغة عند رؤيتها أو الاتصال بها من قبل طائرة ورادار صديقين، توجب الاعتقاد بأن بعض الأجسام يتم التحكم بها إما يدويًا، أو تلقائيًا أو عن بعد.

تشبه اللغة خطاب الاستفسار الأصلي لـغاريت إلى حد كبير، مما يشير إلى أن توايننغ وفريقه قاموا ببساطة بقص ولصق الأقسام لإظهار الموافقة. يتبع هذا القسم بعض “التوصيفات الشائعة” للأجسام: كونها “دائرية أو بيضاوية الشكل”، وبعضها يطير في تشكيلات من أكثر من جسم واحد، وقواسم مشتركة أخرى. ينتهي رأي (AMC) بأسئلة تتأمل في أصل هذه الطائرات: هل كانت مشروعًا أمريكيًا سريًا أم ربما من دولة أجنبية؟ في ختامه، يوصي رأي (AMC) “بدراسة مفصلة لهذه المسألة لتشمل إعداد مجموعات كاملة من جميع البيانات المتاحة وذات الصلة.” في أعقاب هذه الرسالة، تم إعداد دراسة مفصلة سميت مشروع (Sign). ثم تم طي هذا المشروع في عام 1949 بعد إعداد تقرير نهائي لم يكن حاسمًا. وذكر التقرير أن المشاهدات ربما كانت لطائرات فعلية لكن مجهولة المصدر. وتم عرض إمكانية أن تكون الطائرات محلية، وإن لم تكن فأجنبية، ولكن بشكل عام، تم الاستنتاج أن هناك شيئًا حقيقيًا في الجو، واقتراح ضرورة المزيد من الدراسة لمعرفة ماهية الأجسام، ومن أين أتت، وما هو نوع التهديد الذي تفرضه (إن وجد).
في هذه المرحلة، كانت فرضية الأجسام من خارج الأرض لا تزال مطروحة، على الرغم من أنها كانت مستهجنة وتم تجاهلها في النهاية. فحلت دراسة جديدة باسم مشروع (Grudge) مشروع (Sign) ثم تحولت إلى “مشروع الكتاب الأزرق”. وفي عام 1969، أغلقت لجنة كوندون الدراسة الرسمية والعامة التي تديرها الحكومة للصحون الطائرة إغلاقًا نهائيًا. وتم إنهاء “مشروع الكتاب الأزرق”. في 1 أكتوبر عام 1947، خلال أسبوع من توقيع رأي (AMC)، انتقل توايننغ من منصبه كفريق قيادة عتاد السلاح الجوي إلى عميد ركن شعبة ألاسكا. وبعد عدة مناصب لاحقة، في 15 أغسطس عام 1957، تبوأ توايننغ منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة، حيث بقي في الخدمة إلى أن تقاعد.

يبقى السؤال: هل حصل توايننغ على إجابة عن مصدر الأجسام الغريبة التي تم قبولها بشكل مقنع على أنها شيء حقيقي في خطاب رأي (AMC) عام 1947؟ بعد تقاعد توايننغ في عام 1960، شرع في كتابة “لا حرية ولا أمان: نظرة فاحصة على السياسة والاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية”. يقدم الكتاب، الذي نُشر عام 1966، تفاصيل حول ما رأى أنه يهدد الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف نشأ، وإلى أين يجب أن تتجه الاستراتيجية العسكرية والسياسة. بالتأكيد إذا كان توايننغ لا يزال يعتبر الصحون الطائرة حقيقة وتهديدًا، فمن المنطقي أن نظن أننا سنرى شيئًا ما عن الأمر في هذا الكتاب.

برنامج الصحون الطائرة السري الأمريكي
كتب توايننغ أنه في أواخر الأربعينيات كان هناك تنافس بين القوات الجوية والبحرية على الاعتمادات. نتيجة لذلك، تدخل الكونجرس في عام 1949 وقرر أن السلاح الجوي سيكون له الأولوية في تلقي التمويل لقاذفة الصواريخ (B-36) الجديدة. يرد في تقرير الكونجرس، جزئيًا، “تم الحكم بإجماع اللجنة أنه تم اختيار قاذفة الصواريخ (B-36) وشرائها بانتظام، بناءً على قناعة صادقة بأنها أفضل طائرة متاحة تخدم غرضها في الدفاع عن الولايات المتحدة اليوم”. وبعد الإشارة إلى أنه لم يكن هناك “تواطؤ أو احتيال أو فساد أو تأثير أو محاباة على الإطلاق في شراء قاذفة (B-36)”. يتابع التقرير، “كان هناك دليل جوهري ومقنع على أن القوات الجوية اختارت هذه القاذفة فقط على أساس أنها أفضل طائرة متاحة تخدم غرضها للأمة اليوم”. لو كانت القوات العسكرية الأمريكية تمتلك صحونًا طائرة في ذلك الوقت، لكان هذا التصريح غير منطقي. أشار توايننغ أنه في عام 1950، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن القنبلة الذرية لن تستخدم خلال الحرب الكورية. أعقب هذا الإعلان رد شيوعي بـ “هجوم كبير على جميع الجبهات”. كتب توايننغ، “من الممكن أن هذا القرار الوطني بعدم استخدام أفضل أسلحتنا، وقرارنا المصاحب لتقديم المشورة لأسياد الصين الحمراء، قد غير مسار التاريخ في جنوب شرق آسيا”.
كتب توايننغ:
حتى عام 1960، كان “الردع الاستراتيجي” هو الوسيلة الفعالة في سياسة الاحتواء. كان الردع الاستراتيجي، حتى ظهور الصواريخ الباليستية، يعني شيئًا واحدًا فقط، القيادة الجوية الاستراتيجية الأمريكية: القاذفات، ناقلات التزود بالوقود في الجو، الأطقم المدربة، الهيكل الداعم، التنظيم، الخطة، الإرادة، والأسلحة…. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والتسريح السريع الذي أعقب ذلك، حتى خريف عام 1949، استند الدعم العسكري للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية إلى القدرة على الانتقام الذري، وعلى القليل من الأشياء الأخرى.

وفي مناقشة سياسة احتواء الاتحاد السوفيتي والشيوعية من 1950 إلى 1960، كتب (توايننغ):
اختارت حكومتنا استخدام أكثر أشكال القوة النارية المتاحة فعالية. ألا وهي الطاقة النووية … صُممت القوة بالوجود لاستخدام الأسلحة النووية والاعتماد عليها. بينما تم تصميم القوة للغد، في مرحلة البحث والتطوير، أيضًا لاستخدام القوة النارية النووية. تم الاحتفاظ بالقوة النارية التقليدية من نوع (TNT) وعيار 30، ولكن التوجيه العسكري المحدد للدفاع عن حلف شمال الأطلسي في أوروبا نص على استخدام الأسلحة النووية منذ بداية الحرب؛ كذلك اعتمد التخطيط العسكري الأمريكي لمواجهة كبيرة في أي جزء آخر من العالم على استخدام الأسلحة النووية. لذلك، على مدى عشر سنوات، تم تصميم هيكل القوة الأمريكية الكلي بشكل منهجي لاستخدام الأسلحة النووية. حقًا لم يكن هناك طريقة أخرى يمكن من خلالها أن يلبي السلك العسكري متطلبات السياسة الوطنية الأمريكية ولو جزئيًا. باختصار، بحسب توايننغ، كانت القنابل النووية ووسائل إيصالها (الطائرات القاذفة والصواريخ الباليستية) هي أفضل دفاع أمريكي ضد الانتشار العدواني للاتحاد السوفيتي. ولم يشر على الإطلاق إلى الصحون الطائرة.

قاذفة الصواريخ السوفييتية TU-4

في قسم من الكتاب يحمل عنوان “اقتناء الطائرات القتالية الجديدة”، كتب توايننغ أن الصواريخ الباليستية لها الأسبقية على تكنولوجيا القاذفات المتقدمة. وقد تم خنق البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا الطيران بسبب [التكلفة/الفعالية، ونهج حجر الأساس للأنظمة الجديدة، والحفاظ على القدرة على ممارسة الخيارات اللاحقة]. يميل هذا النهج إلى “إبطاء التكنولوجيا العسكرية من شتى الأنواع، ولا سيما التقدم في علوم الطيران”. يشير هذا إلى أن أي طائرة ثورية أو جديدة أو متقدمة مثل تلك الموصوفة في رأي (AMC) لم تكن جزءًا من ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية. يصف توايننغ ما كان لدى الولايات المتحدة الأمريكية من حيث القوة الجوية، مشيرًا إلى أنه من عام 1945 إلى عام 1956، تم اختبار ست عشرة طائرة قاذفة إلى جانب عشرات التصميمات الأخرى التي تم تطويرها جزئيًا. وكتب: “نتج عن البرنامج الشامل قوات قصف الطائرات (B-52) من صنع بوينغ، و(B-47) من صنع بوينغ، و(B-58) من صنع كونفير، و(B-57) من صنع مارتن، و(B-45) المبنية في أمريكا الشمالية، وطائرة (B-66) من صنع دوغلاس.” أما فيما يتعلق بتكنولوجيا المقاتلات، كتب توايننغ أنه بعد الحرب العالمية الثانية حتى عام 1956، تم تطوير ثلاثة وعشرين نوعًا من المقاتلات. تم اختيار ثلاثة منها فقط للخدمة: (F-84)، و(F-86)، وسلسلة 100. فكتب: “بين عام 1956 ونهاية عام 1964، في فجوة مدتها تسع سنوات، لم تكن هناك “رحلة أولى” لسلسلة إنتاج جديدة من مقاتلات القوات الجوية الأمريكية عالية الأداء.»
يناقش توايننغ ما يسميه الأشياء الخاصة التي تم إجراؤها باستخدام تكنولوجيا الطائرات المقاتلة مثل (U-2) و(SR-71) بالإضافة إلى الطائرة المقاتلة من سلسلة (TFX). ولكن، هذا هو كل شيء. إذا كان سيتم مناقشة أي شيء عن تقنية الصحون الطائرة التي تمتلكها وتشغلها الولايات المتحدة الأمريكية من عام 1947 أو ما بعده في أي مكان في هذا الكتاب، فإن قسم “اقتناء الطائرات القتالية الجديدة” سيكون الأمثل. كتب توايننغ، كما ليؤكد حقيقة أنه لا يوجد شيء رائع مثل الصحون الطائرة، “أنا متأكد من شيء واحد اليوم، أداء مهمة القوات الجوية في المستقبل معرض للخطر لأنه من غير المسموح لهذه الخدمة بناء ما يكفي من الطائرات التجريبية أو النموذجية في إطار برامج التكلفة / الفعالية الموجه سياسيًا”.
برنامج أطباق طائرة سوفييتي؟
قدم توايننغ تقريرًا عن لجنة (Finletter) لعام 1947، التي أنشأها الرئيس ترومان لإعداد سياسة طيران مناسبة. يقول تقرير اللجنة، (Survival in the Air Age)، إنه “إذا طورت دول أخرى وسائل هجوم مباشر على الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة طائرات بقيادة أسرع من الصوت، سيكون التهديد على هذا البلد خطيرًا، حتى وإن لم تكن هذه المركبات مزودة بأسلحة ذرية أو ما شابهها”. هناك إذا في بداية هذا الاقتباس. ولو كانت هناك صحون سوفيتية طائرة تدوي في السماء، فمن الشك أن يكون هناك إذا. كتب توايننغ أنه بعد الحرب العالمية الثانية، كان الاتحاد السوفييتي يتقدم بسرعة في البراعة التكنولوجية. وكتب أنهم كانوا يركزون على “إنتاج الطائرات، وتطوير الأسلحة النووية، واستثمار تكنولوجيا الصواريخ. صودرت قاذفتان من طراز (B-29) تم إجبارهما على السقوط في الاتحاد السوفيتي وجرى تفكيكهما وتحليلهما وأصبحت نسخة مستنسخة من الاتحاد السوفياتي تُعرف باسم (TU-4). حسنًا، لماذا يريد الاتحاد السوفييتي (B-29) إذا كان لديهم صحن طائر؟

قاذفة الصواريخ السوفييتية B-29
أخيرًا، كتب توايننغ عن رحلة في يونيو 1956 إلى الاتحاد السوفيتي حيث رافقه مجموعة من الأشخاص من بينهم “أفراد كانوا أكفاء جدًا في تقييم الطائرات، والاستخبارات، والعمليات، والبحث والتطوير، وتقنيات التدريب”. كان الغرض من الرحلة هو مشاهدة استعراض القدرات الجوية السوفيتية. كتب توايننغ أن المجموعة حضرت عرضًا جويًا، ومدرسة هندسية، ومصنعًا لتصنيع محركات الطائرات، ومصنعًا للتجميع، وأماكن أخرى ذات أهمية مماثلة. في ختام الجولة، أشار توايننغ كيف خلصت المجموعة إلى أن الروس “قطعوا شوطًا طويلًا جدًا في السنوات القليلة الماضية في جهودهم البحثية والتطويرية، لا سيما تلك المطبقة على أنظمة الأسلحة”. ولكن لم يتم ذكر أي شيء على درجة كبيرة من الإلحاح، وبالتأكيد لا شيء يتعلق بأي تقنية تنافس تكنولوجيا الولايات المتحدة الأمريكية. لا يبدي توايننغ في كتابه “لا حرية ولا أمان” أدنى قلق من أن الاتحاد السوفييتي تفوق على الولايات المتحدة الأمريكية في السلاح الجوي. ناهيك عن غزو مجالها الجوي بواسطة صحون ستالين الطائرة. إذا كان الاتحاد السوفيتي يمتلك بالفعل مثل هذه الطائرات. لكان ذكرها توايننغ حتمًا في الكتاب كسبب لضرورة تكنولوجيا جديدة بدلًا من التكنولوجيا الأساسية ولماذا يجب متابعة هذه التكنولوجيا بصرف النظر عن التكلفة.

هل كانت كائنات فضائية خلف الصحون الطائرة؟
اقتبس توايننغ مقالة بقلم اللواء أورفيل آندرسن (Orville A. Anderson) عام 1947 ناقش فيها ما يشكل تهديدًا للولايات المتحدة الأمريكية: نحن نعلم أن عدونا العسكري الوحيد المحتمل في المستقبل المنظور هو قوة جماهيرية أرضية، تعمل على خطوط الاتصال الداخلية البرية والبحرية. ونحن نعلم أن هذه القوة، جغرافيًا واقتصاديًا، ليست معرضة بشكل خاص للحصار البحري والخنق. ثم تتم مناقشة الاتحاد السوفييتي الذي يتلاءم مع هذه المعايير. خلال صفحات “لا حرية ولا أمان”، كان توايننغ واضحًا بأن الخطر هو الاتحاد السوفيتي وانتشار الشيوعية. ولم تتم الإشارة إلى أي شيء على الإطلاق فيما يتعلق بتهديد أو خطر خارج كوكب الأرض أو غير ذلك. ثم لخص توايننغ كلمات الجنرال عمر ت. برادلي أمام المؤتمر الحادي والثمانين في عام 1949: “نفترض أن القوة الوحيدة الخطيرة في العالم اليوم هي الشيوعية”.
يمكن الاعتراض بأنه نظرًا لأن الصحون الطائرة لم تكن تشكل تهديدًا، لم يذكرها كتاب توايننغ لأنها لم تكن جزءًا من الموضوع. وصحيح أيضًا أن دراسات الحكومة الأمريكية الرئيسة من فريق روبرتسون إلى لجنة كوندون خلصت إلى عدم وجود تهديدات من الأجسام الطائرة المجهولة؛ هذا منصف كفاية. أفضل ما يمكننا قوله في هذه المرحلة هو أن توايننغ أنهى مسيرته المهنية وتوفي دون الاعتماد على تقنية الصحون الطائرة دفاعًا عن الولايات المتحدة الأمريكية أو تقديم المشورة ضد استراتيجية للدفاع ضدها أو حتى عناء ذكرها، حتى كبدائل محتملة لتكنولوجيا الطيران العسكرية الحالية. لجميع المقاصد والأغراض، فيما يتعلق بالجنرال توايننغ، اتضح أنها لم تكن موجودة أبدًا كخيار عملي وقابل للتطبيق. ولا ننسى أيضًاً أنه لو كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك مثل هذه التكنولوجيا، ما استمر أشخاص مثل ويرنر فون براون (Wernher Von Braun) وعلماء آخرون في العمل باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الكيميائية. أو كما قال ريتشارد ثيم (Richard Thieme) لجمهور (DEF CON 21) في عام 2013، “عندما سار إدغار ميتشل (Edgar Mitchel) على القمر في أبولو 14، نظر إلي بوجه حاد جدًا وقال: “ريتشارد، إذا كان بإمكاننا فعل ما يمكنها فعله الأجسام الطائرة المجهولة، لما أرسلوني إلى القمر في قطعة خردة”.
من جميع الأدلة المتاحة، يبدو أنه في عام 1947، كان الجيش الأمريكي يقبل البلاغات الروائية عن الصحون الطائرة في ظاهرها. لعله فعل ذلك كإجراء احترازي لضمان عدم وجود تهديدات خارجية. حيث يمكن أن يكون إغفال شيء مثل طائرة عدو متقدمة فوق أراضي المرء كارثيًا. لذلك شاركت الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من الدراسات للتأكد من أن الأمر لا يمثل تهديدًا. ولم يتم العثور على أي تهديد على الإطلاق، وتم إغلاق الموضوع رسميًا بعد عقدين من الزمن. وعلى الأقل في توصية وتحليل الجنرال توايننغ، لم يتم إعداد سياسة دفاع وطني مع أخذ الصحون الطائرة بعين الاعتبار كما لو أن الأمر لم يكن موجودًا على الإطلاق.


توضيح “الصحن السوفييتي الطائر”