الفيبروميالجيا:

المرض الخفي

د. سارة الصايغ-  باثولوجيا كيميائية وإكلينيكية- جامعة القاهرة- مصر

اشتهر مرض الفيبروميالجيا (Fibromyalgia) مؤخرًا بتشخيصه في السيدات. وهو حالة مرضية مزمنة مصاحبة بألم وتعب شديد مع أقل مجهود. في هذا المقال سنتناول مفهومه، ومعرفة ما إذا كان مرضًا نفسيًا أم لا، وأسبابه، وكيفية التشخيص، وعلاجه.

ما هو الفيبروميالجيا؟

يُعرف أيضًا باسم الألم العضلي الليفي أو متلازمة الألياف العضلية المزمنة. يتصف بخلل في الجهاز العصبي وينتج عنه ألم يصيب العضلات والأوتار والأربطة عند الضغط أو اللمس مع الشعور بالتعب والإرهاق الشديد، ويزداد هذا الشعور عند التعرض للقلق أو التوتر أو الضغط النفسي. ينتشر بين النساء بعد سن 20 عامًا؛ حيث يصيب حوالي 2-8 %. ولكن يمكن أن يصيب الأطفال والرجال بصورة أقل. هناك بعض المحفزات المسببة لهذه الحالة منها:

 الأسباب وراء مرض الفيبروميالجيا

لا يوجد سبب معروف للألم العضلي الليفي، فهو ليس مرضًا نفسيًا، ولكن طُرحت بعض النظريات التي أشارت أنه أقرب إلى خللٍ في بعض إشارات المخ وتوجد عوامل خطورة ربما تزيد من حدوثها مثل:

  • وجود تاريخ عائلي للمرض.
  • الاكتئاب.
  • وجود أمراض روماتيزمية مثل مرض الذئبة الحمراء (Systemic lupus erythematosus).

أعراض هجمات الفيبروميالجيا تشتمل على الألم الخيفي (Allodynia) في مناطق مختلفة من الجسم، واكتئاب، وقد يصاحبه صداع نصفي أو متلازمة القولون العصبي، وألم في المفصل الصدغي الفكي، بالإضافة إلى تنميل في الأطراف، واضطرابات النوم والذاكرة التي تعيق الحياة اليومية.

كيفية تشخيصه

يعد تشخيص هذا المرض صعبًا للغاية خاصةً أن التحاليل الطبية التي يجريها المريض تكون سليمة، وبالتالي في هذه الحالات يجب على المريض استشارة طبيب اختصاصي الروماتيزم. اقترحت الكلية الأمريكية للأمراض الروماتيزمية عدة إرشادات لتشخيص هذا المرض خلال العقدين، كان التشخيص في الماضي عن طريق فحص 18 نقطة للألم. أما مؤخرًا، يشخص المرض عن طريق الألم المستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل في أربع مناطق في الجسم من أصل خمس مناطق:

  • المنطقة العلوية اليسرى/اليمنى: تشتمل على الكتف أو الفك أو الذراع.
  • المنطقة السفلية اليسرى/اليمنى: تشتمل على الورك أو الساق أو الأرداف.
  • المنطقة المحورية: تتشمل على الرقبة أو الظهر أو الصدر أو البطن.

والجدير بالذكر أن التحاليل الطبية ليست لها دور في التشخيص، ولكن يلجأ إليها الأطباء لاستبعاد الاشتباه بأمراض أخرى.

وأوضحت بعض الأبحاث وجود اختبار للفيبروميالجيا (The FM/a Test)، ولكنه ليس متوفرًا في كل المختبرات الروتينية، ويمكن اللجوء إليه في حالة الشك بالتشخيص، ولكن كما ذكرنا من قبل أن التشخيص يعتمد على الفحص السريري مع استبعاد الاشتباه بأمراض أخرى.

علاج الفيبروميالجيا

يختلف علاج الفيبروميالجيا وفقًا للحالة، فهناك حالات تحتاج إلى العلاج الدوائي لتخفيف الأعراض والألم، وحالات أخرى تحتاج إلى نظام غذائي صحي وتمارين رياضية، وأخرى تحتاج إلى علاج طبيعي لتجنب مثيرات الألم وتقوية العضلات، وتغيير نمط الحياة مثل الإقلاع عن التدخين وتنظيم النوم، والعلاج النفسي في بعض الحالات التي تعاني من الاكتئاب. في الختام، لا يوجد علاج محدد لهذا المرض في الوقت الحالي، ولكن التزامك بخطة العلاج والبعد عن مثيرات الألم يقلل من أعراض المرض ومضاعفاته، فعليك الالتزام بالعلاج لتنعم بصحةٍ أفضل.

Share This