تجاوز الحاجز الدماغي
من خلال الأشعة فوق الصوتية
أ. حمدان العجمي – الصيدلة – مدينة الملك سعود الطبية – السعودية
شف علماء من جامعة نورث ويسترن ميديسين (Northwestern University) عن نتائج أول تجربة سريرية على البشر يستخدمون فيها جهازًا جديدًا للأمواج فوق الصوتية يتم زرعه في الجمجمة لمساعدة العلاج الكيميائي لمرضى الأورام للوصول بشكل أكبر إلى الخلايا السرطانية، حيث يحمي الدماغ مجموعة من الحواجز التي تقلل من وصول الأدوية في الدم إليه ويجعل اختراقهُ صعبًا على المعالجين. أظهرت نتائج البحث بأن الطريقة آمنة على المرضى وأن تراكيز الدواء زادت بمقدار ستة أضعاف في الخلايا السرطانية بعد استخدام الأشعة فوق الصوتية، حيث تم تطبيق الطريقة على دواء الباكليتاكسيل و الكاربوبلاتين، وهي أدوية مستخدمة في علاج هذا النوع من السرطانات. كان هناك تساؤل، هل لهذه الصدمات الصوتية أثر سلبي على الدماغ وخاصة على الحاجز الدموي الدماغي (Blood Brain Barrier) ؟، وكانت الإجابة عبر التجربة، حيث إن الدماغ استعاد طبيعته بعد ستين دقيقة من العلاج.
تشير التجربة التي نُشِرت في مجلة ذا لانسيت (The Lancet) بأن الموجات استغرقت أربع دقائق، وكان المريض مستيقضًا على مدى ست دورات علاجية. وتفتح الدراسة الباب لعلاجات أخرى للدماغ، حيث تضعف حاجز الدماغ لمدة قصيرة من الزمن، مما يؤدي إلى تحسين النتائج العلاجية. إن هذه الدراسة هي الأساس لتجربة سريرية أخرى قادمة لمعرفة مدى تأثير ذلك على إطالة الحياة لدى مرضى سرطان الدماغ، وهي في المجمل واعدة واختراق كبير في حال تأكدت نتائجها الإيجابية.