بهذا العدد تدخل مجلة عامها الثاني، في صدورها عن جائزة الملك فيصل. ونحن في التحرير لا ننظر إليه بصفته حدثًا تاريخيًا، وإنما بصفته حدثًا علميًا، وإعلاميًا، تبلور في خطوات تطويرية في مسيرة المجلة.

الأبرز في هذا الاتجاه التطويري تكوين لجنة علمية من عدد من المختصين في الحقول العلمية المتعددة (الطب، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، الرياضيات)، يمثلها أستاذات وأساتذة أعزاء، تفضلوا بتلبية دعوة المجلة، ليسهموا برسم سياساتها، واختيار الموضوعات الأكثر أهمية، وتحديد ملف الأعداد، والتواصل مع الباحثين للمساهمة في النشر.

أما الجهد الأكبر، والأكثر أهمية ضمن مهام اللجنة، فيتمثل في الإشراف العلمي على كل ما تحويه المجلة من مواد علمية، لضمان مستوى علمي دقيق لما ينشر فيها من معلومات، وليمنح مجلة ثقة أكبر، لدى قرائها والمتابعين لما ينشر فيها.

اختارت اللجنة العلمية محور «التغير المناخي» ليكون ملفًا لهذا العدد. يأتي ذلك من أهمية هذا الموضوع، الذي يأخذ اهتمامًا عالميًا، تم من أجله عقد مؤتمرات إقليمية ودولية، لوضع الخطط والاستراتيجيات التي تحد من جور الإنسان على الطبيعة، وتعامله غير المنصف مع البيئة. يتمثل ذلك في كثرة الانبعاثات الكربونية، وزيادة تلوث الهواء، وانخفاض نسبة المساحات الخضراء. وكل ذلك له ارتباط وثيق بصحة الإنسان وجودة حياته.

حرص الملف على تناول جوانب متعددة، مما يتصل بالتغير المناخي، تعريفًا، ومشكلةً، وحلولاً. نحن على يقين أنه موضوع يصعب حصره في صفحات، لكننا نأمل من علمائنا الأفاضل تسليط الضوء على هذا الموضوع المهم، لاستكمال نشر جوانب أخرى حوله في أعداد قادمة، إن شاء الله. وإضافة إلى ملف العدد، هناك موضوعات أخرى، تتناول جوانب طبية، وعلمية متنوعة.

أخيرًا، خالص الشكر والتقدير للعلماء الأجلاء، الدكتور حمد البريثن، والدكتورة رجاء فاخوري، والدكتور عبدالرحمن البدري، والدكتور عبدالله العنقري، والدكتورة هيفاء العليان، التي تولت، مشكورة، الإشراف على إعداد ملف هذا العدد. ولبقية الزملاء في التحرير خالص الامتنان على جهودهم، والعمل على إخراج عدد، لعله أكثر تميزًا. والله الموفق.

 رئيس التحرير

Share This