يستحوذ الذكاء الاصطناعي على اهتمام كافة المجالات العلمية. فهو العلم المشترك بينها، وكل علم يجد فيه إضافة للمكتسبات العلمية التي تم تحقيقها. ومن هنا جاء عنوان الغلاف الرئيس «الذكاء الاصطناعي». وتحوي صفحات المجلة عددا من المقالات التي تتناول الذكاء الاصطناعي من زوايا مختلفة. في الجانب الطبي، جاء السؤال الكبير، هل تحل الآلة محل الطبيب؟ إحدى المقالات تحاول الإجابة عن هذا السؤال. ويرتبط بذلك مقال «روبوتات لعلاج الالتهاب الرئوي الحاد». ومقالة أخرى تتناول إمكانية مساهمة الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر لبعض الأمراض، وأخرى حول مساهمته في الصحة النفسية.

العدد الماضي كان مخصصا لموضوع الجينوم، لكننا أشرنا أننا لم نتمكن من استيعاب كافة الموضوعات التي وصلت للمجلة، ووعدنا بنشر المزيد والجديد عن عوالم الجيونم والجينات. ولذا، فإن بعض مقالات هذا العدد تتناول جوانب مختلفة منه، منها طريقة جديدة لدراسة الجينوم عبر الرياضيات الحديثة، وأيضا الصيدلية الجينية.

هناك أكثر من مقال يتناول موضوعات كان التفكير فيها قديما يدعو للدهشة! غير أن تقدم العلوم وتطورها، فتح للإنسان آفاقا أوسع، ليس للتفكير وإنما للإبداع والإتيان بما يعتقد في مرحلة سابقة أنه أقرب للخيال. أحدها يتصل بالأنسجة الحيوية الصناعية، وهو ما يعد تطورا كبيرا في علم الأنسجة. والسؤال الذي تناقشه إحدى مقالات العدد هو: هل يمكن لهذه الأنسجة الصناعية محاكاة الجسم البشري؟ وموضوع آخر يتصل بجلود الأسماك، وهل يمكنها أن تعيد الحياة لجلود البشر؟

وتقف إحدى المقالات عند لحاء الأشجار، وهل يمكن أن يكون سلاحا قاتلا ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية؟ وأخرى حول جزيئات في الشاي قد تكون دواء محتملا لعلاج الزهايمر. أما علم النفس فيأخذ حيزا في هذا العدد، حيث الوقوف بالتفصيل عند فلسفة النفس البشرية، واستعراض تحليل أحد العلماء للأفراد، والجماعات، والثقافات، والدول. يضاف إلى ما سبق، نشر العديد من المقالات التي تتناول موضوعات علمية مهمة، ذات صلة بحياة الإنسان وتطور العلوم.

أود تقديم خالص الشكر، وصادق التقدير للمساهمين معنا، الذين أثروا هذا العدد بمقالاتهم، وترجماتهم، ونرحب بالمزيد، والجديد في عالم الطب والعلوم. وامتناني للجنة العلمية، و لزملاء التحرير الأفاضل.

والله الموفق.

 رئيس التحرير

Share This