التقنية الحديثة محيط لا ساحل له. والإلمام الكامل بكافة جوانب هذه التقنية أمر يصعب تحقيقه. وتهدف مجلة الفيصل العلمية إلى تقديم المعلومة الحديثة الموثقة في جوانب جديدة في المجالات العلمية.
تقول العرب “مصائب قوم عند قوم فوائد”. خلال جائحة كرونا التي امتدت لنحو عام وأشهر، ومع حالة الانغلاق العالمي، ومحدودية التحرك الإنساني، فرضت التقنية واستخداماتها حضورًا قويًا، ونمت الحاجة الكبيرة إلى أجهزة الحواسيب، وأساليب التقنية المتنوعة. وكان الموضوع الذي أرق كثيرا من المؤسسات في جميع أنحاء العالم عدم توفر الأجهزة التقنية، واستكمال كافة مكوناتها، خصوصا الرقائق الإلكترونية.
هنا برز موضوع أشباه الموصلات، ورقائق السيليكون التي تمثل المكون الأساس للأجهزة الإلكترونية، ضمن استخدام الطائرات الحربية والتجارية والسفن وسواها، أو على مستوى الاستخدام الشخصي لأجهزة التقنية. هذا الطلب الكبير عالميا، جعل صناعة أشباه الموصلات تتجه نحو التوسع، من أجل سد الاحتياج العالمي المتزايد. لذلك نشطت الشركات المختصة في عوالمه، وأهمها في جنوب شرق آسيا، وغدت تسابق الزمن للإسراع في الإنتاج، وتطوير هذه التقنية، التي أصبحت جزءا أساسا من حياة الإنسان تؤثر في محيطة، وتتحكم في أنشطته.
في هذا العدد، تتوفر مقالات متعددة أسهم فيها كثير من الأساتذة المختصين في عوالم الفيزياء والهندسة والحواسيب وتقنية النانو. تقدم هذه المقالات بطرق مختلفة معلومات متنوعة حول أشباه الموصلات، وأثرها في عوالم التقنية والإلكترونيات، ودورها الفعَّال في تحسين جودة حياة الإنسان؛ فبفضلها أصبحت المعدات أصغر حجمًا وأخف وزنًا وذات جودة عالية.
بعض المقالات تقدم معلومات عامة حول أشباه الموصلات، والتعريف بها لغير المختص، وتعرّف بالتوجهات والمبادرات العالمية في أشباه الموصلات، والمواد النانوية الجديدة للشاشات القابلة للإنحناء، وتقنيات مفاتيح الأنظمة الكهروميكانيكية متناهية الصغر للترددات اللاسلكية لأنظمة الاتصالات المستقبلية. وهناك مقالات أخرى تشرح بشكل علمي تفاصيل دقيقة حول تنمية البلورات كبيرة الحجم لأشباه الموصلات، والإلكترونيات المغزلية، وأشباه موصلات البوليمر وتطبيقاتها الحديثة. وثمة جوانب علمية مختلفة تحويها صفحات هذا العدد.
أثمن للجنة العلمية للمجلة جهودهم الكريمة، وأشكر الزملاء والزميلات في أسرة التحرير والإخراج على متابعتهم ودقتهم في سبيل إخراج عدد متميز، نأمل أن يلبي احتياج قرائنا الأعزاء. والله الموفق.
رئيس التحرير