رحلة ماموث صوفي عمره
17000 سنة
Amalyah Hart – COSMOS – 13/08/2021
غطى الماموث من براري آلاسكا المتنوعة ما يكفي ليدور حول الأرض مرتين، فقط في 28 عامًا. قبل حوالي 17,000 عام، لقي ذكر ماموث صوفي، هزيل وضعيف، حتفه من جوع الشتاء على المنحدر الشمالي في ألاسكا، وهي منطقة جبلية ساحلية داخل الدائرة القطبية الشمالية. اليوم، تمكن العلماء الذين يدرسون بقايا الماموث من إعادة صنع رحلة حياته المذهلة من خلال التحليل النظائري لأنيابه الضخمة، التي كشفت عن أن المخلوق كان متنقلًا بشكل كبير، في 28 عامًا من حياته، غطى الماموث من براري ألاسكا المتنوعة ما يكفي ليدور حول الأرض مرتين. حتى الآن، لم يُعرف كثيرًا عن أنماط حركة الماموث الصوفي، وتقدم الدراسة الجديدة، التي نُشرت اليوم في مجلة «ساينس»، نافذة غير مسبوقة على حياة أحد أكثر المخلوقات الفاتنة في عصور ما قبل التاريخ.
ماثيو وولر، مدير مرفق ألاسكا للنظائر المستقرة، يجثو بين مجموعة من أنياب الماموث في متحف جامعة ألاسكا الشمالية. المصدر: جي آر آنشيتا، جامعة ألاسكا فيربانكس.
يقول ماثيو وولر (Matthew Wooller)، باحث في جامعة ألاسكا فيربانكس (UA)، ورئيس مؤلفي البحث: «ليس من الواضح ما إذا كان مهاجرًا موسميًا، ولكنه غطى مناطق واسعة جدًا. لقد زار أجزاء كثيرة من ألاسكا في وقت ما خلال حياته، وهو أمر مذهل عندما تفكر في مدى اتساع هذه المنطقة.» أصبح هذا الاكتشاف الاستثنائي ممكنًا؛ لأن أنياب الماموث كانت تنمو يوميًا، طبقة فوق طبقة، مما يخلق سجلًا زمنيًا لحياته كاملة. من حلقات النمو هذه، يمكن استخلاص البصمات النظائرية لمناطق معينة، النظائر التي استهلكها الكائن بوفرة من الغذاء في المنطقة.
يقول بات درنكنميلر، عالم المستحاثات ومدير متحف جامعة ألاسكا الشمالية: «منذ لحظة ولادتها حتى يوم وفاتها، كان لدى هذه الكائنات مذكرات، وكانت مكتوبة في أنيابها. لا تقدم الطبيعة الأم عادة مثل هذه السجلات المناسبة وطويلة العمر لحياة فرد.» تمكن الباحثون من مطابقة البصمات النظائرية من كل طبقة من طبقات أنياب الماموث مع خرائط تتنبأ بالتنوع النظائري في أنحاء ألاسكا. أُنشئت هذه الخرائط من تحليل المحتويات النظائرية لأسنان قوارض مختلفة في ألاسكا، كان لكل منها نطاق جغرافي محدود. بعد أخذ الحواجز الجغرافية بعين الاعتبار ومعدل المسافة المقطوعة أسبوعيًا، استخدم الباحثون طريقة جديدة للنمذجة المكانية لرسم المسارات المحتملة التي اتخذها الماموث على مدار حياته.
تُظهر لقطة عن قرب نابًا منقسمًا لماموث في مرفق النظائر المستقرة في ألاسكا. استخدمت الصبغة الزرقاء للكشف عن خطوط النمو. وتم أخذ العينات على طول الناب باستخدام الليزر وتقنيات أخرى، مما سمح بتحليل النظائر الذي قدم سجلًا عن حياة الماموث.
يقول بات درنكنميلر، عالم المستحاثات ومدير متحف جامعة ألاسكا الشمالية: «منذ لحظة ولادتها حتى يوم وفاتها، كان لدى هذه الكائنات مذكرات، وكانت مكتوبة في أنيابها. لا تقدم الطبيعة الأم عادة مثل هذه السجلات المناسبة وطويلة العمر لحياة فرد.» تمكن الباحثون من مطابقة البصمات النظائرية من كل طبقة من طبقات أنياب الماموث مع خرائط تتنبأ بالتنوع النظائري في أنحاء ألاسكا. أُنشئت هذه الخرائط من تحليل المحتويات النظائرية لأسنان قوارض مختلفة في ألاسكا، كان لكل منها نطاق جغرافي محدود. بعد أخذ الحواجز الجغرافية بعين الاعتبار ومعدل المسافة المقطوعة أسبوعيًا، استخدم الباحثون طريقة جديدة للنمذجة المكانية لرسم المسارات المحتملة التي اتخذها الماموث على مدار حياته.
في أثناء ذلك، سمح الحمض النووي القديم المحفوظ في الجسم للفريق بتحديد جنسه على أنه ذكر، مرتبط وراثيًا بآخر قطيع من نوعه عاش على يابسة ألاسكا. أوحت هذه الأفكار بإعادة بناء مسار حياة الكائن. على سبيل المثال، من المحتمل أن البنية النظائرية في الأنياب في حوالي سن الخامسة عشرة تزامنت مع طرد الماموث من قطيعه، مما يعكس نمطًا يُلاحظ بين بعض ذكور الفيلة في العصر الحديث. كشفت النظائر أيضًا سر فهم فناء الماموث تجمدًا، حيث ارتفعت نظائر النتروجين في الشتاء الأخير من حياته، وهي السمة المميزة للجوع عند الثدييات.
يقول كيلمون باتيل (Clement Bataille)، المؤلف المشارك، والباحث من جامعة أوتاوا: «من المدهش ما تمكنا من رؤيته والقيام به بهذه البيانات.» يقول وولر إن فهم أنماط الحركة في الماضي السحيق يمكن أن يساعد في فهم تكيف الأنواع مع المناخ والتغير البيئي في الوقت الحاضر. يقول وولر: «يشهد القطب الشمالي الكثير من التغييرات اليوم، ويمكننا استخدام الماضي لنرى كيف يمكن أن يؤثر المستقبل على أنواع اليوم والمستقبل. إن محاولة حل هذه القصة البوليسية هي مثال على كيفية تفاعل كوكبنا وأنظمتنا البيئية في مواجهة التغيرات البيئية.»