طريقة جديدة
لتحديد الإجهاد في العمل
أ. حمدان العجمي – الصيدلة – مدينة الملك سعود الطبية – السعودية
قام باحثون في معهد زيوريخ في سوريسرا باستخدام خوارزميات لتطوير نموذج يمكنه معرفة مدى الإجهاد عبر تحليل استخدامنا للفأرة وطريقة الكتابة، حيث يعتقدون أن طريقة الكتابة على لوحة المفاتيح وحركة الماوس تعطي مؤشرًا عن مدى التعب الذي يعانيه الموظف. أجرت الدراسة مارا ناغيلين (Mara Naegelin) وهي عالمة رياضيات، وتجري بحوثًا في مختبرها الخاص بالتسويق التكنولوجي، وتشير في الدراسة إلى أن استخدام هذه المؤشرات بشكل صحيح سيجعلنا قادرين على منع الإجهاد في مكان العمل في وقت مبكر.
وحسب الدراسة، يتحرك الأشخاص الذين يشعرون بالإجهاد بمؤشر الماوس بشكل أكثر وأقل دقة ويقطعون مسافات أعلى في الشاشة على عكس الموظفين المفعمين بالطاقة، بل إن المجهدين يكتبون على لوحة المفاتيح بشكل متقطع وغير منتظم، على عكس الموظفين الآخرين الذين يكتبون لفترات أطول وبعدد أقل من أوقات الراحة. ويشير البحث بأن هذه النتائج تتوافق مع نظرية الضوضاء العصبية، التي تؤكد بأن مستويات الإجهاد المرتفعة تتصاحب مع قدرة ضعيفة لمعالجة المعلومات في الدماغ، فيؤثر ذلك على مهاراتنا الحركية. ولتطوير نموذج الإجهاد الخاص بهم، رصد الباحثون مهام المكتب لـ 90 مشاركًا في المختبر وهم يؤدون مهام المكتب التي تقترب من الواقعية قدر الإمكان، وسجلوا بياناتهم وحللوها عبر خوارزميات التعلم الذاتي، وتوصلوا إلى أن حركة الماوس وطريقة الكتابة على لوحة المفاتيح أكثر دقة من تتبع ضربات القلب. وعلى الجانب الآخر، يثير البحث بعض المسائل الشائكة مثل تشفير بيانات الموظفين، حيث لا يريد العلماء استخدام هذه الوسيلة لمراقبتهم، وإنما للمساعدة على منع الإجهاد في العمل ما أمكنهم ذلك.